responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 342

منه، ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى، ثم وضعته فما وقع كما تقع الصبيان، وقع واضعا يديه بالأرض رافعا رأسه إلى السماء.

و روى ابن سعد و ابن عساكر عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما أن آمنة قالت: لما فصل منّي ابني محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) خرج منه نور أضاء له ما بين المشرق و المغرب.

و روى ابن أبي حاتم عن عكرمة. (رحمه اللّه تعالى) قال: لما ولد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أشرقت الأرض نورا.

و روى الإمام أحمد و ابن سعد بسند حسن عن أبي أمامة رضي اللّه تعالى عنه‌ قلت: يا رسول اللّه ما كان بدء أمرك؟ قال: «دعوة أبي إبراهيم و بشرى عيسى بن مريم، و رأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام».

و روى ابن سعد عن محمد بن عمر الأسلمي بأسانيد له متعددة عن آمنة أنها قالت: لما وضعته خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق و المغرب، ثم وقع جاثيا على ركبتيه معتمدا على الأرض بيديه، ثم أخذ قبضة من تراب و قبضها و رفع رأسه إلى السماء، و أضاءت له قصور الشام و أسواقها، حتى رأيت أعناق الإبل ببصرى.

و إنما أضاءت قصور بصرى بالنور الذي خرج منه إشارة إلى ما خصّ الشام من نبوته (صلّى اللّه عليه و سلم)، فإنها دار مجده و ملكه كما ذكره كعب أن في الكتب السابقة: محمد رسول اللّه مولده بمكة و مهاجره بيثرب و ملكه بالشام.

و قد وردت أحاديث في فضل الشام، ذكر بعضها الحافظ المنذريّ في كتاب «الترغيب و الترهيب».

و قال بعضهم: أضاءت قصور بصرى إشارة إلى أنه (صلّى اللّه عليه و سلم). ينوّر البصائر و يحيي القلوب الميتة.

و في خروج هذا النور معه (صلّى اللّه عليه و سلم) حين وضعته إشارة إلى ما يجي‌ء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض و زال به ظلمة الشرك منها. كما قال اللّه تعالى: قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَ يَهْدِيهِمْ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‌. قال الإمام أبو شامة (رحمه اللّه تعالى): و قد كان هذا النور الذي ظهر وقت ولادته (صلّى اللّه عليه و سلم) قد اشتهر في قريش و كثر ذكره فيهم، و إلى ذلك أشار عمه العباس رضي اللّه تعالى عنه في أبياته السابقة حيث قال في حقه (صلّى اللّه عليه و سلم) و زاده شرفا و فضلا:

و أنت لما ولدت أشرقت الأر* * * ض و ضاءت بنورك الأفق‌

فنحن في ذلك الضّياء و في النّو* * * ر و سبل الرشاد نخترق‌

و يرحم اللّه تعالى القائل:

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست