responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 327

قصة أخرى.

روى أبو نعيم و الخرائطيّ [1] و ابن عساكر من طريق عطاء عن ابن عباس و البيهقي، و أبو نعيم، و ابن عساكر عن عكرمة عنه، و ابن سعد، عن أبي الفيّاض الخثعمي و ابن سعد، عن أبي يزيد المدينيّ، أن عبد المطلب لمّا خرج بابنه ليزوجه مرّ به على امرأة كاهنة من أهل تبالة متهوّدة قد قرأت الكتب يقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية فرأت نور النبوة في وجه عبد اللّه فقالت: يا فتى هل لك أن تقع عليّ الآن و أعطيك مائة من الإبل؟ فقال عبد اللّه:

أمّا الحرام فالممات دونه‌* * * و الحلّ لا حلّ فأستبينه [2]

فكيف بالأمر الّذي تبغينه‌* * * يحمي الكريم عرضه و دينه‌

ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة بنت وهب فأقام عندها ثلاثا، ثم مرّ على تلك المرأة فلم تقل له شيئا، فقال لها: مالك لا تعرضين عليّ ما عرضت علي بالأمس؟ فقالت: من أنت؟ قال:

أنا فلان. قالت: ما أنت هو، و لئن كنت ذاك لقد رأيت بين عينيك نورا ما أراه الآن، ما صنعت بعدي؟ فأخبرها. فقالت: و اللّه ما أنا بصاحبة ريبة و لكن رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون فيّ و أبى اللّه إلا أن يجعله حيث أراده اذهب فأخبرها أنها حملت خير أهل الأرض ثم أنشأت تقول:

إنّي رأيت مخيلة لمعت‌* * * فتلألأت بحناتم القطر

فلمائها نور يضي‌ء له‌* * * ما حوله كإضاءة البدر

و رجوتها فخرا أبوء به‌* * * ما كلّ قادح زنده يوري‌

للّه ما زهريّة سلبت‌* * * ثوبيك ما استلبت و ما تدري‌

و قالت أيضا:

بني هاشم قد غادرت من أخيكم‌* * * أمينة إذ للباه يعتلجان‌

كما غادر المصباح بعد خبوّه‌* * * فتائل قد ميثت له بدهان‌

و ما كلّ ما يحوي الفتى من تلاده‌* * * بحزم و لا ما فاته بتواني‌

فأجمل إذا طالبت أمرا فإنّه‌* * * سيكفيكه جدّان يصطرعان‌


[1] محمد بن جعفر بن محمد بن سهل، أبو بكر الخرائطي السامري: فاضل، من حفاظ الحديث. من أهل السامرة بفلسطين، و وفاته في مدينة يافا. من كتبه «مكارم الأخلاق- ط» و «مساوئ الأخلاق- خ» و «اعتلال القلوب- خ» في أخبار العشاق، و «هواتف الجان و عجائب ما يحكى عن الكهان- خ» و «فضيلة الشكر- خ. توفي سنة 327 ه. انظر الأعلام 6/ 70، و شذرات الذهب 2/ 309.

[2] البيتان في الروض الأنف 1/ 180، و البداية و النهاية 2/ 250.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست