responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 270

للاحتفاد. قالوا: نعم ما رأيت. فألّف بين الناس.

الاحتفاد: خفة العمل و الإسراع فيه.

و روى البلاذري عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنه قال: و اللّه لقد علمت قريش أن أول من أخذ لها الإيلاف و أجاز لها العيرات لهاشم، و اللّه ما أخذت قريش حبلا لسفر و لا أناخت بعيرا لحضر إلا بهاشم.

و كان هاشم رجلا موسرا، و كان يقوم أول يوم من ذي الحجة فيسند ظهره إلى الكعبة من تلقاء بابها فيخطب فيقول: يا معشر قريش أنتم سادة العرب أنسابا، و أنتم أقرب العرب بالعرب أرحاما، يا معشر قريش إنكم جيران بيت اللّه أكرمكم اللّه تعالى بولاية بيته و خصّكم بجواره دون بني إسماعيل، حفظ منكم أحسن ما حفظ جار من جاره فأكرموا ضيفه و زوّار بيته، فإنهم يأتون شعثا غبرا من كل بلد على ضوامر كالقداح و قد أرحضوا و ثفلوا و قملوا و أرملوا، فاقروهم و أعينوهم، و لو كان لي مال يحمل ذلك كله كفيتكموه و أنا مخرج من طيّب مالي و حلاله ما لم تقطع فيه رحم و لم يؤخذ بظلم و لم يدخل فيه حرام فواضعه، فمن شاء منكم أن يفعل مثل ذلك فعل، و أسألكم بحرمة هذا البيت أن لا يخرج رجل منكم من ماله لكرامة زوار بيت اللّه و معونتهم إلا طيّبا لم يؤخذ ظلما و لم يقطع فيه رحم و لم يؤخذ غصبا.

فكانت بنو كعب بن لؤي كلها تجتهد في ذلك، ثم يخرجون ذلك من أموالهم حتى إن كان أهل البيت ليرسلون بالشي‌ء اليسير على قدرهم، و كان أهل اليسار منهم ربما أرسل بمائة مثقال هرقلية فيأتون به هاشما فيضعونه في داره دار النّدوة.

و كان هاشم يخرج في كل سنة مالا كثيرا. و كان يأمر بحياض من أدم فتجعل في موضع زمزم من قبل أن تحفر زمزم ثم يستقي فيها من الآبار التي بمكة فيشرب الحاج. و كان يطعمهم أول ما يطعمهم قبل التروية بيوم بمكة و بمنى و بجمع و عرفة و كان يثرد لهم الخبز و اللحم، و الخبز و السمن، و السويق و التمر، و يحمل لهم الماء، و يتفرق الناس لبلادهم.

و كان من أحسن الناس و أجملهم، و كانت العرب تسميه قدح النّضار و البدر.

قال أبو سعد النيسابوري (رحمه اللّه تعالى) في «الشّرف»: كان النور يرى على وجهه كالهلال يتوقد، لا يراه أحد إلا أحبّه و أقبل نحوه.

و بعث إليه قيصر رسولا ليتزوج ابنته لما وجد في الإنجيل من صفته فأبى.

و لهاشم من الأولاد: نضلة، و به كان يكنى، و عبد المطلب و العقب منه. و أسد والد فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي اللّه تعالى عنهما. و أبو صيفي. و الشّفاء، و خلدة. و رقية و حبيبة.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست