روى الترمذي و ابن ماجة و ابن حبان و الحاكم و البيهقي في الدلائل عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «الركن و المقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس اللّه تعالى نورهما، و لو لا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق و المغرب» [1].
و روى الحاكم عن أنس رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «الركن و المقام ياقوتتان من يواقيت الجنة»
و روى البيهقي في الشّعب عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما أن الركن و المقام من يواقيت الجنة، و لو لا ما مسّهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق و المغرب، و ما مسّهما من ذي عاهة و لا سقيم إلّا شفي.
و روى الترمذي- و صحّحه و اللفظ له- و الإمام أحمد و ابن خزيمة عن ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «نزل الحجر الأسود من الجنة و هو أشدّ بياضا من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم»
و روى ابن خزيمة عن ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «الحجر ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، و إنما سوّدته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه و قبّله من أهل الدنيا»
لطيفة: قال الإمام بدر الدين أحمد بن محمد الشهير بابن الصاحب (رحمه اللّه تعالى):
فإن قلت: ما الحكمة في كون الحجر من ياقوت الجنة دون غيره من جواهرها؟ قلت: سر غريب نبهت عليه في كتاب «الرموز في كشف أغطية الكنوز» و أنا ضنين بذلك و لكني أبوح [5] هنا بشيء من قشوره، و ذلك أن الشمس في الفلك الرابع المتوسط:
لو لم يكن وسط الأشياء أحسنها* * * ما اختارت الشمس من أفلاكها الوسطا
و هي الممدّة لما فوقها و ما تحتها من الأفلاك، و المعدة في الفلك الرابع من الأنفس و هي الممدة لما فوقها و ما تحتها مستقرها النار، و خلق اللّه تعالى فيها عينا نبّاعة بحمض معينة على الهضم و التبريد، و مكة في الفلك المتوسط من الدنيا و هو محل النار، و هي الممدة للدنيا، قال اللّه تعالى:
[1] أخرجه البيهقي 5/ 75، و ابن حبان 1004، و ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 119، و المتقي الهندي في الكنز 34740.