responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 104

فالحقوا ببلادكم فإني أكره أن يكون مني إليكم سوء. قالوا: نعم ما تعمّدنا مساءتك، و ما أردنا إلا الخير.

فكفّ ابنه عن إتيانهم فقلت له: اتق اللّه، إنك تعرف أن هذا الدين دين اللّه، و أن أباك و نحن على غير دين، إنما هم عبدة النيران لا يعرفون اللّه، و لا تبع آخرتك بدنيا غيرك. قال:

يا سلمان هو كما تقول، و إنما أتخلّف عن القوم بقيا عليهم، إن تبعت القوم طلبني أبي في الخيل، و قد جزع من إتياني إيّاهم حتى طردهم، و قد أعرف أن الحق في أيديهم. قلت: أنت أعلم.

ثم لقيت أخي فعرضت عليه فقال: أنا مشتغل بنفسي في طلب المعيشة. فأتيتهم في اليوم الذي يريدون أن يرتحلوا فيه فقالوا: يا سلمان قد كنا نحذر فكان ما رأيت، فاتّق اللّه و اعلم أن الدّين ما أوصيناك به، و أن هؤلاء عبدة الأوثان لا يعرفون اللّه و لا يذكرونه و لا يخدعنك أحد عن ذلك.

و في رواية: و كان لأبي ضيعة عظيمة فشغل في بنيان له يوما فقال لي: يا بني إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، و لا بدّ لي من اطّلاعها، فانطلق إليها فمرهم بكذا و كذا و لا تحتبس عني تشغلني عن كل شي‌ء.

فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة النصارى فسمعت أصواتهم فيها، فقلت ما هذا؟

فقالوا: هؤلاء النصارى يصلّون. فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم، فو اللّه ما زلت جالسا عندهم حتى غربت الشمس و بعث أبي في طلبي في كل وجه حتى جئته حين أمسيت، و لم أذهب إلى ضيعته، فقال: أين كنت؟ فقلت: يا أبتاه مررت بناس يقال لهم النصارى فأعجبني صلاتهم و دعاؤهم فجلست أنظر كيف يفعلون: فقال: أي بنيّ دينك و دين آبائك خير من دينهم. فقلت: لا و اللّه ما هو بخير من دينهم، و هؤلاء قوم يعبدون اللّه و يدعونه و نحن إنما نعبد نارا نوقدها بأيدينا إذا تركناها ماتت.

فخافني فجعل في رجلي حديدا و حبسني عنده، فبعثت إلى النصارى فقلت لهم: أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه؟ قالوا بالشام. فقلت: إذا قدم عليكم من هناك ناس و قضوا حوائجهم فآذنوني أي أعلموني: فلما قدم عليهم ناس و قضوا حوائجهم بعثوا إليّ بذلك فطرحت الحديد الذي كان في رجلي و لحقت بهم.

ثم إن الملك اطّلع على القوم الذين في الجبل فأمرهم بالخروج من بلاده فقلت: ما أنا بمفارقكم. فقالوا إنك لا تقدر أن تكون معنا نحن نصوم النهار و نقوم الليل و نأكل الشجر و ما أصبنا، و أنت لا تستطيع ذلك. قلت: لا أفارقكم. قالوا: أنت أعلم، قد أعلمناك حالنا فإذا جئت‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست