responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 3

و السيرة إذ تتصل بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و يقوم درسها على صحيح الثقة تباين منهج التاريخ و لما يتوافر لها من أسباب الحيطة و التوثيق لما تهيأ لمصادرهما من النقل الصحيح.

و لا شك أن للصحابة دورا رائدا في حقل سيرة الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) و هم على بصيرة بما ينقلون كما شهد لهم القرآن الكريم في قوله تعالى‌ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى‌ عَلى‌ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (الفتح 29).

و ما نبه إليه من احترامهم و توقيرهم و تجنب سبهم في‌

«لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه»

و ذلك مما يوقع مفارقة هائلة بين السيرة و التاريخ لاختلاف النزعات في تناول أحداث التاريخ و تغير ظواهره و من بين تلك النزعات نزعة التفسير المادي للتاريخ تلك التي سيطرت على أفكار دعاة الشيوعية ..

من أصل كل ذلك كانت دراسة السيرة على هذا الوجه الجامع من خيرة أعمال الأئمة.

و هذا الكتاب الجامع لسيرة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يبين للقارئ جوانب عدة من حياة الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) يحسن عدها:

ما يتصل بنسبه الشريف (صلّى اللّه عليه و سلم).

و قد اقتضاه ذلك الجانب الرجوع بنسبه لبيان صفاء معدنه و كرم أصله، فهو الحسيب النسيب الشريف المنزه فالعرب مقسمون عند المؤرخين إلى سلالات ينحدرون منها.

العرب البائدة: و هم العرب القدامى الذين لم يمكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم، مثل: عاد و ثمود و طسم و جديس و عملاق و سواها.

ثم العرب العاربة: هم أولئك الذين يضربون بنسبهم إلى يعرب بن يشجب بن قحطان، و هم يسمون بين أهل العلم بالعرب القحطانية.

ثم العرب المستعربة: و هم أولئك الذين ينحدرون من صلب سيدنا إسماعيل- (عليه السلام)- و يطلق عليهم أيضا «العرب العدنانية» و إنما أطلق عليهم هذا الاسم، لأن إسماعيل أباهم لم يكن عربي العصب و الصلب، و إنما صاهر العرب و عايشهم و آكلهم و شاربهم، و تشارب اللغة من أفواههم، و مع أنهم عرب مستعربة إلا أنهم غدوا أفضل العرب برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كما قيل.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست