نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 2 صفحه : 187
(1) الظهيرة في شدة الحرّ، فلما أتاهم، قال أبو طالب: إنّ بني عمّك هؤلاء قد زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم و مسجدهم فانته عن أذاهم فحلّق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ببصره إلى السماء، فقال: أ ترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم، قال: فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا [17] منها شعلة، فقال أبو طالب: و اللّه ما كذّبت ابن أخي قط فارجعوا».
رواه البخاري في التاريخ عن محمد بن العلاء، عن يونس [18].
و أخبرنا أبو عبد اللّه، قال: حدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يعقوب بن عقبة بن المغيرة ابن الأخنس، أنه حدّث: «أنّ قريشا حين قالت لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم). فقال له يا ابن أخي إن قومك قد جاءوني فقالوا كذا و كذا فابق عليّ و على نفسك و لا تحمّلني من الأمر ما لا أطيق أنا و لا أنت فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك، فظنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أن قد بدا لعمّه فيه و أنّه خاذله و مسلمه و ضعف عن القيام معه، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): يا عمّ لو وضعت الشمس في يميني و القمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره اللّه [تعالى] [19] أو أهلك في طلبه.
ثم استعبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فبكى، فلمّا ولّى قال له حين رأى ما بلغ الأمر برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): يا ابن أخي! فأقبل عليه، فقال: امض على أمرك و افعل ما أحببت، فو اللّه لا أسلمك لشيء أبدا» [20].