responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 1  صفحه : 349

(1) فقال: ما كان له شي‌ء من ذلك إلا أنا الذي كنت ألي ذلك منه منذ بعثه اللّه، تعالى [4]، إلى أن توفي، فكان إذا أتاه الإنسان المسلم، فرآه عاريا، يأمرني فأنطلق فأستعرض، و أشتري البردة و الشي‌ء، فأكسوه و أطعمه، حتى اعترضني رجل من المشركين، فقال: يا بلال، إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني. ففعلت، فلما كان ذات يوم توضأت، ثم قمت لأؤذّن بالصلاة، فإذا المشرك في عصابة من التجّار، فلما رآني قال: يا حبشيّ.

قال: قلت: يا لبّيه. فتجهّمني و قال قولا غليظا، فقال: أ تدري كم بينك و بين الشهر؟ قلت: قريب. قال: إنما بينك و بينه أربع ليال فآخذك بالذي لي عليك، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك و لا من كرامة صاحبك، و لكن أعطيتك لتجب لي عبدا فأردّك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك. فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس، فانطلقت، ثم أذّنت بالصلاة، حتى إذا صليت العتمة، رجع النّبيّ، (صلّى اللّه عليه و سلّم)، إلى أهله، فاستأذنت عليه فأذن لي، فقلت: يا رسول اللّه، بأبي أنت و أمي، إنّ المشرك الذي ذكرت لك أني كنت أتديّن منه قد قال لي كذا و كذا، و ليس عندك ما تقضي عني و لا عندي، و هو فاضحي.

فأذن لي اتي بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق اللّه رسوله ما يقضي عني. فخرجت حتى أتيت منزلي، فجعلت سيفي و جرابي و رمحي و نعلي عند رأسي، و استقبلت بوجهي الأفق. فكلّما نمت انتبهت، فإذا رأيت عليّ ليلا نمت حتى انشق عمود الصبح الأوّل، فأردت أن أنطلق، فإذا إنسان يسعى يدعو: يا بلال، أجب رسول اللّه، (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فانطلقت حتى أتيته، (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فإذا أربع ركائب عليهن أحمالهنّ، فأتيت النبي، (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فاستأذنت، فقال لي النّبيّ، (صلّى اللّه عليه و سلّم): أبشر، فقد جاءك اللّه بقضائك. فحمدت اللّه تعالى. و قال: ألم تمرّ على الركائب المناخات الأربع؟ قال: فقلت: بلى. قال: فإن لك‌




[4] في (ص): «عز و جل».

نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست