نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 411
رضي اللّه عنهما- و هو ابن الحنفيّة- قال: قلت لأبي: أيّ النّاس خير بعد النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)؟، فقال: أبو بكر، قلت: ثمّ من؟، قال: عمر [1].
و اتّفقت الأمّة على أنّ خير الصّحابة: الخلفاء الأربعة.
قال أهل السّنّة: ثمّ تمام العشرة المشهود لهم بالجنّة، ثمّ بقيّة أهل (بدر)، ثمّ أهل (أحد)، ثمّ أهل بيعة الرّضوان.
قال الشّيخ محيي الدّين النّووي- (رحمه اللّه تعالى)-: (و أجمع أهل السّنّة على أن أفضلهم على الإطلاق: أبو بكر، ثمّ عمر، و قدّم جمهورهم عثمان على عليّ، و هو الصّحيح، و لهذا اختارته الصّحابة للخلافة و قدّموه، و هم أعلم بالتّرتيب) [2]. انتهى.
قلت: و لهذا عقد الصّحابة الخلافة للصّدّيق من غير تردّد، و عقدها أبو بكر لعمر من غير تردّد، و توقّف عمر فيمن يعقدها له.
و قال الإمام الجليل الحافظ أبو عمر يوسف بن محمّد بن عبد البرّ المالكي- (رحمه اللّه تعالى)- في «شرح موطّأ الإمام مالك»- (رحمه اللّه تعالى)-: (أجمع أهل السّنّة على أنّ أفضل الأمّة بعد نبيّها: أبو بكر، ثمّ عمر، و وقف بعض السّلف في عثمان و عليّ. و أمّا اليوم فلا يختلف الخلف في أنّ التّرتيب: عثمان ثمّ عليّ. قال: و عليه عامّة أهل الحديث من لدن أحمد ابن حنبل و هلمّ جرّا). انتهى.
قال العلماء: و لو لا فهم الصّحابة رضي اللّه عنهم ذلك عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لما رتّبوا الأمر كذلك، إذ كانوا لا تأخذهم في اللّه لومة لائم، و لا يصرفهم عن الحقّ صارف.