فو اللّه ما أنعم اللّه عليّ من نعمة قطّ، بعد أن هداني للإسلام، أعظم في نفسي من صدقي لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الّذين كذبوا، فإنّ اللّه قال للّذين كذبوا حين أنزل الوحي شرّ ما قال لأحد، فقال: سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا/ انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ. يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ [سورة التّوبة 9/ 95- 96] [1].
فائدة [: في قبول اللّه تعالى توبة كعب بن مالك]
في قوله (صلى اللّه عليه و سلم) لكعب: «أبشر بخير يوم مرّ عليك» دليل واضح أنّ توبة اللّه على عبده لا يتطرّق إليها نقص، إذ كعب أسلم و بايع ب (العقبة) و شهد غير (بدر و تبوك) من المشاهد، و كلّ هذه أيّام شريفة، لكنّ عاقبتها غير مأمونة، و بذلك يعلم أنّ ثناء اللّه على من أثنى عليه من عباده لا يتحوّل ذمّا، كثنائه على أصحاب نبيّه (صلى اللّه عليه و سلم) و رضي عنهم. و سيأتي تقرير ذلك في فصل معقود لفضلهم.
[وفاة النّجاشيّ]
و فيها- [أي: السّنة التّاسعة]- في رجب: نعى لهم النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) النّجاشيّ، و صلّى عليه في المصلّى جماعة.
و في «الصّحيحين»، أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) نعى لهم النّجاشيّ صاحب