responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 375

يعاتب [اللّه‌] أحدا تخلّف عنها، و لم أكن قطّ أقوى و لا أيسر منّي حين تخلّفت عنه في تلك الغزوة، فتجهّز رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و لم أقض من جهازي شيئا، فقلت: أتجهّز بعده بيوم أو بيومين، فلم يزل يتباطأ بي الأمر حتّى تباعد الغزو، فكنت إذا خرجت في النّاس أحزنني أنّي لا أجد إلّا رجلا مغموصا عليه بالنّفاق- أي: معيّرا به- أو رجلا ممّن عذر اللّه من الضّعفاء، فلمّا بلغني أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قفل راجعا طفقت أتذكّر الكذب و أقول: بما ذا أخرج من سخطه غدا؟ ثمّ زاح عنّي الكذب، و عرفت أنّي لا أخرج عنه بشي‌ء فيه كذب، فأجمعت صدقه.

فلمّا قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) (المدينة) جاءه المخلّفون، فطفقوا يعتذرون إليه و يحلفون له، فقبل منهم علانيتهم، و استغفر لهم، و وكل سرائرهم إلى اللّه تعالى، فجئته، فسلّمت عليه فتبسّم تبسّم المغضب، ثمّ قال: «ما خلّفك؟»، فقلت: و اللّه لو جلست عند غيرك من أهل الدّنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر، و لقد أعطيت جدلا [1]، و لكنّي و اللّه لئن حدّثتك اليوم حديث كذب ترضى به عنّي، ليوشكنّ أن يسخطك اللّه عليّ، و لئن حدّثتك حديث صدق تجد عليّ فيه، إنّي لأرجو فيه عفو اللّه، لا و اللّه ما كان لي من عذر، فقال (صلى اللّه عليه و سلم): «أمّا هذا فقد صدق، فقم حتّى يقضي اللّه فيك»، فقمت، فلامني رجال من بني سلمة- أي:

بكسر اللّام- أن لا أكون اعتذرت كما اعتذر إليه المخلّفون، فقلت: هل لقي معي هذا أحد؟، قالوا: نعم؛ مرارة/ بن الرّبيع العمريّ، و هلال بن أميّة الواقفيّ، فذكروا لي رجلين صالحين،


[1] مقابلة الحجّة بالحجّة.

نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست