نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 325
اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «إنّا لم نجئ لقتال أحد، و لكنّا جئنا معتمرين، و إنّ قريشا قد أضرّت بهم الحرب، فإن شاءوا ماددتهم- أي: صالحتهم مدّة- على أن يخلّوا بيني و بين النّاس، فإن أظهر، فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه النّاس فعلوا، و إلّا فقد جمّوا- أي:
استراحوا- من الحرب مدّة، و إن أبوا، فو اللّه لأقاتلنّهم على هذا الأمر حتّى تنفرد سالفتي- أي: صفحة عنقي- و لينفذنّ اللّه أمره»، قال بديل: سأبلّغهم ما تقول، قال: فانطلق حتّى أتى قريشا، فحدّثهم بما قال النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم).
فقام عروة بن مسعود و قال: أي قوم، إنّ هذا قد عرض عليكم خطّة رشد، فاقبلوها، و دعوني آتيه، قالوا: ائته، فأتاه، فجعل يكلّم النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و يرمق أصحابه، فقال له النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) نحوا ممّا قاله لبديل، فرجع عروة إلى قريش، فقال: أي قوم، و اللّه لقد وفدت على الملوك، و وفدت على كسرى و قيصر و النّجاشيّ، فما رأيت ملكا يعظّمه أصحابه ما يعظّم أصحاب محمّد محمّدا، و اللّه ما تنخّم نخامة إلّا وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بها وجهه و جلده، و إذا أمرهم أمرا ابتدروا أمره [1]، و إذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه، و إذا تكلّم خفضوا أصواتهم عنده، و ما يحدّون النّظر إليه [2] تعظيما له، و إنّه قد عرض عليكم خطّة رشد فاقبلوها.
فأرسلوا إليه سهيل بن عمرو، فلمّا أقبل قال النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «قد سهل الأمر»، فجاء سهيل فقال: هات اكتب بيننا و بينكم كتابا.
[كتابة عليّ رضي اللّه عنه عقد الصّلح و بنوده]
فدعا النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) الكاتب، و هو عليّ بن أبي طالب رضي اللّه