نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 306
عن كنف أنثى قطّ- أي: أنّه كان حصورا لا يأتي النّساء [1]-.
و سيأتي أنّ (الخندق) في شوّال، فيلزم أنّ حديث الإفك قبل شوّال،/ لأنّ سعد بن معاذ أصيب ب (الخندق) و هو القائم بعذر النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) في الإفك، كما سبق.
[فضل عائشة و منزلتها من العلم]
و سبق أنّ عائشة دخل بها النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) في شوّال بعد (بدر) [2]، و هي بنت تسع، فيكون سنّها يوم الإفك أقلّ من إحدى عشرة سنة، و من تأمّل ثباتها فيه كقولها: (و لشأني في نفسي أحقر من أن ينزل اللّه فيّ قرآنا يتلى)، علم أنّ اللّه يزكّي من يشاء: وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً [سورة النّور 24/ 21].
و أمّا علوّ درجتها بعد ذلك في العلم فأشهر من أن يذكر:
كقولها لمّا قال مسروق: هل رأى محمّد (صلى اللّه عليه و سلم) ربّه؟ [فقالت]:
و قولها لمّا قال لها عروة: و ظنّوا أنّهم قد كذبوا- مخفّفة- [فقالت]: معاذ اللّه أن تكون الرّسل تظنّ ذلك بربّها [4].
[1] أخرجه البخاريّ، برقم (3910). و مسلم برقم (2770/ 56).
الكنف: الثّوب الّذي يستر. و هو هنا كناية عن عدم جماع النّساء جميعهنّ و مخالطتهنّ. الحصور: الّذي لا يأتي النّساء؛ سمّي بذلك لأنّه حبس عن الجماع و منع. (أنصاريّ). قلت: و هو في هذا الحديث- أي: الحصور- مجبوب الذّكر و الأنثيين.
[2] قلت: كان دخول النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بعائشة في شوّال من السّنة الأولى للهجرة، و ليس بعد بدر. و قد تقدّم الحديث عن ذلك، ص 203.
[3] أخرجه البخاريّ، برقم (4574). قفّ شعري: قام من الفزع.