نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 300
فأمّا أسامة فقال: يا رسول اللّه، أهلك، و اللّه ما نعلم إلّا خيرا.
و أمّا عليّ فقال: يا رسول اللّه، لن يضيّق اللّه عليك، و النّساء سواها كثير، و سل الجارية تصدقك.
فدعا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بريرة، فقال: «يا بريرة، هل رأيت في عائشة شيئا يريبك؟»، قالت: لا، و الّذي بعثك بالحقّ.
فائدة [: في حرص الصّحابة على إراحة خاطره (صلى اللّه عليه و سلم)]
قال العلماء: إنّما رأى عليّ رضي اللّه عنه من النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) انزعاجا و قلقا، فأراد راحة خاطره.
قلت: و ممّا يدلّ على أنّهم كانوا يرون انزعاج خاطره أشدّ عليهم من كلّ أمر: أنّ عمر لمّا قال للأنصاريّ: أجاء الغسانيّ؟
قال: بل أشدّ، اعتزل النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) نساءه [1].
[خطبة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بشأن الإفك]
قالت عائشة/: فقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في النّاس و استعذر من عبد اللّه بن أبيّ [2]، فقال: «من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي؟ فو اللّه ما علمت على أهل بيتي إلّا خيرا، و لقد ذكروا
[1] أخرجه البخاريّ، برقم (5505). قلت: و نصّ الخبر في «البخاريّ»؛ قال عمر رضي اللّه عنه: (فخرجت من عندها و كان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، و إذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر، و نحن نتخوّف ملكا من ملوك غسّان ذكر لنا أنّه يريد أن يسير إلينا، فلقد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاريّ يدقّ الباب، فقال: افتح ... افتح، فقلت: (جاء الغسّانيّ؟)، فقال: بل أشدّ من ذلك؛ اعتزل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أزواجه، فقلت: رغم أنف حفصة و عائشة ...). (أنصاريّ).