نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 279
- و كان غدا من منزل عائشة- تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ الآيات [سورة آل عمران 3/ 121]، و أقعد الرّماة، و هم خمسون على جبل (عنين)- مصغّرا بمهملة و نون مكرّرة- و قال لهم: «لا تبرحوا مكانكم إن غلبنا أو غلبنا».
[انتصار المسلمين و دور الرّماة فيه]
و ظاهر (صلى اللّه عليه و سلم) يومئذ بين درعين [1]، و حمل هو و أصحابه على المشركين فهزمهم اللّه تعالى، كما قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ [سورة آل عمران 3/ 152].
و قتل منهم اثنان و عشرون رجلا.
[الابتلاء بعد النّصر]
فقالت الرّماة: الغنيمة يا قوم، فقد ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فأبى بعضهم فثبت مكانه لقول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم):
«لا تبرحوا مكانكم»، و خالف الآخرون، فأقبلوا على الغنيمة، كما قال اللّه تعالى: مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا- أي: الغنيمة- وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ، لكن عفا عنهم بقوله: وَ لَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [سورة آل عمران 3/ 152].
فلمّا رأت خيل قريش ظهور المسلمين خالية عن الرّماة، حملوا عليهم، فقتلوا من بقي من الرّماة، و أتوا المسلمين من خلفهم.
[إشاعة مقتل النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و ما لقيه من الأذى]
و صرخ إبليس- لعنه اللّه تعالى-: ألا إنّ محمّدا قد قتل، فانفضّت صفوف المسلمين، و تراجعت قريش بعد هزيمتها، و خلص العدوّ إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فرموه بالحجارة، حتّى وقع لشقّه، و كسرت رباعيته اليمنى السّفلى، و جرحت شفته/ السّفلى،