نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 275
[تحريض النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) على قتل كعب بن الأشرف]
و في «الصّحيحين»، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «من لكعب بن الأشرف؟ فإنّه قد آذى اللّه و رسوله». فقال محمّد بن مسلمة: أ تحبّ أن أقتله يا رسول اللّه؟ قال: «نعم»، قال: ائذن لي فلأقول، قال: «قل»، قال فأتاه فقال له: إنّ هذا الرّجل قد أراد الصّدقة منّا، و قد عنّانا- أي:
أتعبنا- فقال كعب: و أيضا و اللّه لتملّنّه، قال: إنّا قد اتّبعناه، و نكره أن ندعه حتّى ننظر إلى أيّ شيء يصير أمره، و قد أردت أن تسلفني سلفا، قال: فما ترهنني؟ قال: ما تريد؟ قال: ترهنني نساءكم؟ قال: أنت أجمل العرب، أ نرهنك نساءنا؟ قال له:
ترهنوني أولادكم؟ قال: يسبّ ابن أحدنا فيقال: رهن في وسقين من تمر [1]، و لكن نرهنك اللأمة- يعني السّلاح- قال: فنعم.
فواعده أن يأتيه بالحارث بن أوس، و أبي نائلة، و أبي عبس بن جبر، و عبّاد بن بشر، قال: فجاؤوا، فدعوه ليلا، فقالت له امرأته: و اللّه إنّي لأسمع صوتا فيه الموت، قال: إنّما هذا محمّد بن مسلمة، و رضيعه أبو نائلة، إنّ الكريم لو دعي إلى طعنة لأجاب، فقال محمّد بن مسلمة لأصحابه: إنّي إذا جاء/ فسوف أمدّ يدي إلى رأسه، فإذا استمكنت منه فدونكم، فنزل و هو متوشّح بالسّيف، فقالوا له: إنّا نجد منك ريح الطّيب، قال: نعم، تحتي فلانة أعطر نساء العرب، قال محمّد بن مسلمة: أ فتأذن لي أن أشمّ منه؟ قال: نعم، فشمّ، فتناول فشمّ، ثمّ قال: أ تأذن لي أن أعود؟ قال: نعم، و تمكّن منه، ثمّ قال: دونكم، فقتلوه. ثمّ
[1] الوسق: حمل بعير، و هو ستّون صاعا بصاع النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم).
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 275