responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 265

و كان (صلى اللّه عليه و سلم) من قبل يصلّي إلى (بيت المقدس)، و يقول: «وددت لو حوّلني ربّي إلى (الكعبة)، فإنّها قبلة أبي إبراهيم (عليه السّلام)».

و كان يتوقّع نزول الوحي عليه في ذلك، فيقلّب وجهه في السّماء، فاختار اللّه له ما يختاره، فنزل قوله تعالى: قَدْ نَرى‌ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‌- أي: جهته‌ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ‌ الآيات [سورة البقرة 2/ 144].

و في «الصّحيحين» عن البراء بن عازب رضي اللّه عنهما قال:

كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) صلّى نحو (بيت المقدس) ستّة عشر شهرا، و كان يحبّ أن يوجّه إلى (الكعبة)، فأنزل اللّه عزّ و جلّ: قَدْ نَرى‌ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ، فتوجّه نحو (الكعبة)، فقال السّفهاء من النّاس- و هم اليهود-: ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها، فقال اللّه تعالى: قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‌ [سورة البقرة 2/ 142]، فصلّى مع النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) رجل ثمّ خرج بعد ما صلّى، فمرّ على قوم من الأنصار في صلاة العصر يصلّون نحو (بيت المقدس)، فقال: هو يشهد أنّه صلّى مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و أنّه توجّه نحو (الكعبة)، فتوجّه القوم نحو (الكعبة) [1].


[1] أخرجه البخاريّ، برقم (390). و مسلم برقم (525/ 11). قلت:

قال أبو شهبة- (رحمه اللّه)- (أمّا قبلته بمكّة، فقيل: كان النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يستقبل بيت المقدس، و لكنّه لا يستدبر الكعبة، بل يجعلها بينه و بين بيت المقدس، و ذلك بأن يقف بين الرّكنين الأسود و اليماني، فلمّا هاجر (صلى اللّه عليه و سلم) استمرّ على استقبال بيت المقدس حتّى نسخ اللّه ذلك بالتّوجّه إلى الكعبة. و قيل: كانت قبلته الكعبة، فلمّا هاجر أمره اللّه باستقبال بيت‌

نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست