نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 256
و في «الصّحيحين»، عن أنس رضي اللّه عنه قال: لمّا قدم النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) (المدينة)، نزل في أعلى (المدينة)، في حيّ يقال لهم:
بنو عمرو بن عوف، فأقام النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فيهم أربع عشرة ليلة، ثمّ أرسل إلى ملإ من بني النّجّار- لمّا أمر ببناء المسجد- فقال: «يا بني النّجّار، ثامنوني بحائطكم هذا» [1]، فقالوا: لا، و اللّه لا نطلب ثمنه إلّا إلى اللّه، فأبى أن يقبله منهما هبة حتّى ابتاعه منهما، ثمّ بناه مسجدا، و كان فيه قبور المشركين، و فيه خرب، و فيه نخل، فأمر النّبيّ بقبور المشركين فنبشت، ثمّ بالخرب فسوّيت، و بالنّخل فقطع، فصفّوا النّخل قبلة المسجد، و جعلوا عضادتيه الحجارة، و جعلوا ينقلون الصّخر و هم يرتجزون، و النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) معهم، و هو يقول:
«اللّهمّ لا خير إلّا خير الآخرة* * * فاغفر للأنصار و المهاجرة» [2]
قال ابن شهاب: و لم يبلغنا أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)/ تمثّل ببيت شعر تامّ غير هذه الأبيات [4].
[تجديد بناء المسجد]
و فيهما- [أي: الصّحيحين]- عن نافع عن ابن عمر رضي اللّه عنهما: أنّ المسجد كان على عهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) مبنيّا باللّبن، و سقفه الجريد، و عمده الخشب، فلم يزد أبو بكر فيه شيئا،
[1] ثامنوني بحائطكم: قرّروا معي ثمنه و بيعونيه بالثّمن. و الحائط:
البستان.
[2] أخرجه البخاريّ، برقم (418)، و مسلم برقم (524/ 9).