نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 186
زاد مسلم و النّسائيّ: أنّه لمّا همّ بذلك رأى بينه و بينه خندقا من نار، و هولا و أجنحة، فنكص على عقبيه، و هو يتّقي بيديه، و أخبرهم بما رأى، فأنزل اللّه تعالى: أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى. عَبْداً إِذا صَلَّى إلى قوله: أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى، ثمّ توعّده بقوله تعالى:
كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ إلى قوله: سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ، ثمّ أمر رسوله بالسّجود غير مكترث به، فقال: كَلَّا لا تُطِعْهُ وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ [سورة العلق 96/ 9- 19] [1].
[الهجرة الأولى إلى الحبشة]
و في السّنة الخامسة من مبعثه (صلى اللّه عليه و سلم): رأى شدّة ما بأصحابه من البلاء، و ما نالهم في دين اللّه من الأذى، فأمرهم بالمهاجرة إلى (الحبشة)، و قال لهم: «إنّ بها معاشا وسعة، و ملكا عادلا لا يسلم جاره» [2].
فهاجر إليها عثمان بن عفّان، و معه امرأته رقيّة بنت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و الزّبير بن العوّام، و عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن مسعود، و جماعة من الصّحابة رضي اللّه عنهم [3].
[1] أخرجه مسلم، برقم (2797). عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، بنحوه.
سندع الزّبانية: سندعو له من جنودنا القويّ المتين، الّذي لا قبل له بمغالبته، فيهلكه في الدّنيا أو يرديه في النّار في الآخرة و هو صاغر (أنصاريّ).
[3] خبر هجرة ابن مسعود في «الطّبقات» لابن سعد، ج 3/ 151، و أنّه هاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في رواية أبي معشر و محمّد بن عمر. و الصّواب: أنّه إنّما كان في الهجرة الثّانية، (انظر شرح المواهب اللّدنيّة، للزرقاني، ج 1/ 270). قلت: و عدد الّذين هاجروا الهجرة الأولى حسبما ذكر ابن هشام عشرة رجال. عثمان بن
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 186