نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 176
[فترة الوحي و ما نزل من القرآن بعد ذلك]
قال ابن شهاب: و أخبرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، أنّ جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أخبره أنّه سمع النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يحدّث عن فترة الوحي، قال: «ثمّ فتر الوحي عنّي فترة، فبينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السّماء، فرفعت بصري قبل السّماء- أي: في جهتها- فإذا الملك الّذي جاءني ب (حراء) قاعد على كرسيّ بين السّماء و الأرض، فرعبت منه- أي: فزعت- حتّى هويت إلى الأرض- أي: سقطت- فجئت أهلي، فقلت:
دثّروني دثّروني،- أي: غطّوني- فدثّروني، فأنزل اللّه عزّ و جلّ:
[شكوى النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و نزول الضّحى]
و في رواية: أنّه لمّا فتر الوحي عنه، قالت قريش: قلاه ربّه.
عرض عليه عمّه أبو طالب أن يكفّ عن قريش، و يبقي عليه و على نفسه، قال قوله المشهور: «و اللّه يا عمّ، لو وضعوا الشّمس في يميني، و القمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره اللّه أو أهلك دونه، ما تركته». و ليس أدلّ على ضعف هذه الزّيادة من أنّ جبريل (عليه السّلام) كان يقول له كلّما أشرف على ذروة جبل:
(يا محمّد، إنّك رسول اللّه حقّا)، و أنّه كرّر ذلك مرارا. و لو صحّ هذا لكانت مرّة واحدة تكفي في تثبيت النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و صرفه عمّا حدّثته به نفسه كما زعموا. و قد ذهب جلّ العلماء و كتّاب السّير المحدّثون إلى هذا، بل ذهب بعضهم إلى أنّ مجرّد سؤال ورقة إنّما هو من خديجة رضي اللّه عنها؛ لأنّ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يعلم أنّه سيكون رسول اللّه، و أنّه أجلّ من أن يعرف نبوّته و رسالته من حبر نصرانيّ، أو ممّن قرأ كتب النّصارى.