نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 146
مع النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) ثلاثين و مائة، فعجن صاع من طعام، و ذبحت شاة، فشوي سواد بطنها- أي: كبدها- و أمره النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن يحزّ لهم منها، قال: و ايم اللّه ما من الثّلاثين و المائة إلّا و قد حزّ له حزّة من كبدها، ثمّ جعل منها الطّعام و اللّحم قصعتين، فأكلنا منهما أجمعون، و فضل منهما فضلة، فحملته على البعير. متّفق عليه [1].
و حديث سلمة بن الأكوع رضي اللّه عنه، قال: أصابت النّاس مخمصة شديدة في بعض مغازي النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، فدعا ببقيّة الأزواد، فجاء الرّجل بالحثية من الطّعام و فوق ذلك، و أعلاهم الّذي أتى بالصّاع من التّمر، فجمعوه على نطع- زاد مسلم: قال سلمة:
فحزرته كربضة العنز- قال: ثمّ دعا النّاس بأوعيتهم، فما بقي في الجيش وعاء إلّا ملئوه، و بقي منه بقيّة. متّفق عليه [2].
و حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: أصابني جوع شديد، فلمّا خرج النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) من المسجد تبعته، فوجد عند أهله قدح لبن قد أهدي له، فأمرني أن أدعو له أهل الصّفّة، و كانوا سبعين، فدعوتهم، فأمرني النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن أسقيهم منه، فجعلت أعطي الرّجل القدح، فيشرب حتّى يروى، حتّى رووا جميعهم، فقال النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «بقيت أنا و أنت، فاشرب»، فشربت حتّى رويت، فقال: «اشرب» فشربت، فما زال يقول: «اشرب»، حتّى قلت: و الّذي بعثك بالحقّ نبيّا لا أجد له مسلكا، فأخذ القدح
[1] أخرجه البخاريّ، برقم (5067). و مسلم برقم (2056/ 175) الحزّة: قطعة من اللحم قطعت طولا.
[2] أخرجه البخاريّ، برقم (2820). و مسلم برقم (1729/ 19).
حزرته: قدّرته بطريق التّخمين و الحدس. ربضة العنز: مبركها.
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 146