responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 14

و نشأته حتّى مبعثه، و ما جاء بعد ذلك من دعوة النّاس إلى الدّين القيّم، و ما لقي (صلى اللّه عليه و سلم) في سبيل نشر هذا الدّين من عنت و معارضة، و ما جرى بينه (عليه الصّلاة و السّلام) و بين من عارضوه من صراع بالبيان و السّنان، و ذكر من استجاب له، حتّى علت راية الحقّ، و أضاءت شعلة الإيمان.

تاريخ التّأليف في السّيرة و أشهر كتبها:

إنّ أوّل ما يلفت الانتباه في سير الأنبياء أنّ السّيرة النّبويّة أصحّ سيرة لتاريخ نبيّ مرسل، و لم نعرف على مدى التّاريخ البشريّ كلّه أمّة من أمم الرّسل (عليهم الصّلاة و السّلام)، سعدت بمثل ما جاء في القرآن الكريم عن الرّسالة و الرّسول، و لا حظيت بمثل تلك المجموعة الثّمينة من الأحاديث النّبويّة، ذلك السّجل الخالد، بل كانت هناك حلقات مفقودة في حياة رسلها، لا يمكن البحث عنها، و الاهتداء إليها.

أمّا خاتم الرّسل محمّد (صلى اللّه عليه و سلم) فهو الرّسول الّذي نعرف عنه كلّ دقيق و جليل، و نعرف عنه من دقائق الأخلاق و الصّفات، و الميول و الرّغبات، و القول و العمل، ما لا نعرفه عن غيره من النّبيّين (عليهم الصّلاة و السّلام).

و من رحمة اللّه تعالى أن كانت هذه الأمّة تملك قوّة الذّاكرة، و سرعة الحفظ و الاستظهار، ممّا يسّر لها الجمع و الاستحضار، و لا عجب في ذلك فقد بهرهم الوحي بقوّة بيانه، و أخذ عليهم مشاعرهم بسطوة سلطانه، و استأثر بكريم مواهبهم في لفظه و معناه، فكان الحفظ في الصّدور، و التّدوين في السّطور، و كانت الصّبغة الّتي شاء اللّه أن تكون.

لقد اهتمّ المسلمون الأوائل اهتماما كبيرا بأحاديث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و سننه الفعليّة و القوليّة، قبل أن تدوّن الأحاديث تدوينا عامّا في آخر القرن الأوّل الهجري- و لم يكن قد دوّن في تاريخ العرب أو السّيرة شي‌ء إلى أن مضت أيّام الخلفاء الرّاشدين- فكتب الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى عامله على المدينة أبي بكر بن محمّد بن حزم- و هو من كبار المحدّثين- طالبا منه أن يدوّن أحاديث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في كتاب وزّعه على البلاد الإسلاميّة.

و قد قام المحدّثون بعدها بجمع أحاديث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في كتب لا تلتزم منهجا معيّنا في التّرتيب و التّصنيف، و لم تخل كتبهم من ذكر ما يتعلّق بسيرة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و حياته و مغازيه و مناقبه و ما إلى ذلك. و قد استمرّ هذا المنهج حتّى بعد انفصال السّيرة عن الأحاديث في التّأليف.

ثمّ صنّفت في السّيرة النّبويّة مصنّفات خاصّة بها. و قد كان في مقدّمة المؤلّفين في السّيرة أربعة:

1- عروة بن الزّبير (المتوفّى سنة 93 ه)، و كان فقيها، محدّثا، عالما بالحديث، معروفا

نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست