و لو لم يكن إلّا قوله (صلى اللّه عليه و سلم): «إنّ من عباد اللّه، من لو أقسم على اللّه لأبرّه» [1]- أي: لأكرمه- لكفى.
و سئل الإمام أحمد- (رحمه اللّه تعالى)-: ما بال الصّحابة لم ينقل عنهم من الكرامات ما نقل عمّن بعدهم؟ فقال: لقوّة إيمانهم.
و سئل النّوويّ- (رحمه اللّه تعالى)-: ما بال العلماء لا يظهر عليهم ما يظهر على العبّاد؟ فقال: لعزّة الإخلاص في العلم دون العبادة.
و لا فرق بين الكرامة و المعجزة إلّا اقتران المعجزة بدعوى النّبوّة.
نعم، قد تلتبس الكرامة بالسّحر، فإنّه أيضا أمر خارق للعادة، و إنّما الفرق بين الكرامة و السّحر باتّباع الولي للرّسول، و مخالفة السّاحر له.
فالكرامة الّتي لا يتطرّق إليها تلبيس [2] هي الاستقامة.
قال العلماء: و يستحيل أن يظهر الخارق مع دعوى النّبوّة على يد الكاذب، و كلّ كرامة لوليّ معجزة لنبيّه، لدلالة صدق التّابع على صدق المتبوع. و اللّه أعلم.
مكانها لم ينصبّ منها شيء، فجعل أبو الدّرداء ينادي: يا سلمان؛ انظر إلى العجب!! انظر إلى ما لم تنظر مثله أنت و لا أبوك!! فقال سلمان:
أما إنّك لو سكت لسمعت من آيات اللّه الكبرى
و كان أبو الدّرداء إذا كتب إلى سلمان، أو سلمان كتب إلى أبي الدّرداء؛ كتب إليه يذكّره بآية القصعة. «حلية الأولياء»، ج 1/ 224.
[1] أخرجه البخاريّ، رقم (2556). عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه.
[2] تلبيس: اختلاط أو شبهة.