نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 119
ذلك (صلى اللّه عليه و سلم) بخيريّة خديجة في الدّين الّذي هو أفضل من حداثة السّنّ.
و اللّه أعلم.
[بنيان الكعبة و مشاركة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)]
و في السّنة الخامسة و الثّلاثين: بنت قريش (الكعبة) و تقاسمتها أرباعا [1]، فلمّا انتهوا إلى موضع الحجر الأسود، تنازعت القبائل أيّها يضعه موضعه، حتّى كادوا يقتتلون، ثمّ اتّفقوا على أن يحكّموا أوّل داخل عليهم من بني هاشم.
فكان (صلى اللّه عليه و سلم) هو أوّل داخل، فقالوا: هذا محمّد، هذا الصّادق الأمين، رضينا به، فحكّموه، فبسط (صلى اللّه عليه و سلم) رداءه و وضع الحجر فيه، و أمر أربعة من رؤساء القبائل الأربع، أن يأخذوا بأرباع الثّوب، فرفعوه إلى موضعه، فتناوله (صلى اللّه عليه و سلم) بيده المباركة، فوضعه في موضعه.
و في «الصّحيحين»: أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) حضرهم يوما في بناء الكعبة فذهب هو و عمّه العبّاس ينقلان الحجارة، فقال له العبّاس:
اجعل إزارك على عاتقك كما يفعلون، ففعل، فخرّ إلى الأرض مغشيّا عليه، و طمحت عيناه إلى السّماء، و قال: «أرني إزاري»، فشدّه عليه [2].
[ترادف علامات النّبوّة عليه (صلى اللّه عليه و سلم)]
و في الثّامنة و الثّلاثين: ترادفت علامات نبوّته (صلى اللّه عليه و سلم)، و تحدّث بها الرّهبان و الكهّان.
[1] قلت: فكان جانب الباب لبني عبد مناف و زهرة. و كان ما بين الرّكن الأسود و اليمانيّ لبني مخزوم و قبائل من قريش انضمّوا إليهم. و كان ظهر الكعبة لبني جمح و سهم. و كان جانب الحجر لبني عبد الدّار و لبني أسد ابن عبد العزّى و لبني عديّ.
[2] أخرجه البخاريّ: برقم (1505)، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما. طمحت: شخصت و ارتفعت. أرني: أعطني.
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 119