responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 371

و خرجوا بعد المغرب على ميسرة السلطان فطحنوها فقتل عدّة امراء و اشتدّ الحرب و وقف السلطان و قد وهن نظامه و تبدد و أحاط به العدوّ فلم يبق معه سوى أربعة عشر فارسا فانهزم على حمية و جاءته طعنة فنجا منها و انهزم جيشه فرقا الى كرمان و توريز و أمّا ميمنته فساقت وراء التتار تقتل فيهم و عادوا بعد يومين و دخل السلطان جلال الدين الى أصبهان وردت التتار الى خراسان* و فى سنة خمس و عشرين و ستمائة التقى خوارزم شاه و التتار بالرى فانهزم ثم عمل مصافا آخر فانهزم أيضا ثم جمع و حشد ثم ضرب مع التتار رأسا فانهزم الجمعان من غير قتال و ذلك انّ خوارزم شاه فارقه أخوه وقت المصاف بعسكره فظنت التتار أنه يريد أن يدور من ورائهم فانهزموا و أما هو فلما رأى مفارقة أخيه له و ولت التتار ظن انها خديعة ليستدرجوه فتقهقر و لم يقحم عليهم ثم رجعت التتار و نازلت أصبهان فجاء خوارزم شاه و خرق فيهم و دخل أصبهان ثم خرج بالناس و التقى التتار فانهزمت التتار أقبح هزيمة و ساق خوارزم شاه وراءهم الى الرى قتلا و أسرا ثم جاء فنازل خلاط مرة ثانية ليملكها و هى للملك الاشرف* و فى سنة ثمان و عشرين و ستمائة التقى خوارزم شاه التتار فكسروه و طحنوه و تمزق عسكره و فيها قتل السلطان الكبير جلال الدين خوارزم شاه بن السلطان علاء الدين محمد بن تكش الخوارزمى و كانت دولته ثنتى عشرة سنة مات كهلا و كان أسمر أصفر لانّ أمّه هندية و كان فارسا شجاعا مهيبا حضر حروبا كثيرة و كان سدّا بيننا و بين التتار و كان عسكره مجمعة لا أخباز لهم بل يعيشون من النهب و الغارة و فى آخر أمره راح منهزما من وقعة صاحب الروم فسار على فرسه فى تلك الجبال فظفر به كردى فقتله غيلة طعنه بحربة بأخ له كان قد قتلته الخوارزمية و ذلك فى نصف شوّال و فى سنة تسع و عشرين و ستمائة قصد التتار أذربيجان فتهيأ لحربهم عسكر الخليفة و صاحب اربل الملك المعظم مظفر الدين كوكبرى فردّت التتار* و فى سنة ثلاثين و ستمائة حاصر الملك الكامل آمد بالمجانيق و أخذها من صاحبها الملك مسعود مودود الاتابكى و كان فاسقا قال الاشرف وجدنا فى قصره خمسمائة حرّة للفراش من بنات الناس يأخذهنّ قهرا و أخذ منه حصن كيفا ثم استناب السلطان على ذلك ولده الملك الصالح نجم الدين أيوب* و فى شعبان مات العلامة عز الدين على بن محمد بن محمد بن الاثير الجزرى صاحب التاريخ المسمى بالكامل و معرفة الصحابة* و فى سنه احدى و ثلاثين و ستمائة مات بدمشق العلامة المتكلم سيف الدين على بن أبى على الآمدي صاحب التصانيف و له ثمانون سنة* و فى سنة اثنتين و ثلاثين و ستمائة مات شيخ الصوفية العارف الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردى البكرى ببغداد و له ثلاث و تسعون سنة و مسند أصبهان أبو الوفاء محمود بن ابراهيم بن منده قتل بأصبهان فى خلق عظيم عند دخول التتار إليها بالسيف* و فى سنة ثلاث و ثلاثين و ستمائة جاءت التتار الى اربل فالتقاهم عسكرها فقتل طائفة من التتار ثم ساقت التتار الى أعمال الموصل فنهبوا و قتلوا و ردّوا فتهيأ المستنصر باللّه و انفق أموالا و استخدم خلقا كثيرا و فيها مات قاضى قضاة بغداد عماد الدين أبو صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلى الحنبليّ و له سبعون سنة و كان من خيار القضاة دينا و تواضعا و علما* و فى سنة أربع و ثلاثين و ستمائة حاصرت التتار اربل و أخذوها و قتلوا أهلها* و فى سنة سبع و ثلاثين و ستمائة مات الصاحب الوزير ضياء الدين نصر اللّه بن محمد بن الاثير الجزرى الكاتب مصنف المثل السائر عن ثمانين سنة و مات المستنصر باللّه فى العشرين من جمادى الآخرة و قيل يوم الجمعة عاشره سنة أربعين و ستمائة عن احدى و خمسين سنة و أربعة اشهر و تسعة أيام و كتم موته و خطب له يومئذ بالجامع حتى جاء الامير شرف الدين اقبال الشرابى الخادم و معه جمع من الخدام و سلم على ولده المستعصم بالخلافة فاستخلف المستعصم و تم أمره و كانت خلافة المستنصر

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست