responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 32

ففرشوا له بسطا و نثروا عليها الرياحين و هو يمشى عليها حتى بلغ ايليا و وفى بنذره فقال لدحية قومه لما بلغ قيصر اذا رأيته فاسجد له ثم لا ترفع رأسك أبدا حتى يأذن لك قال دحية لا أفعل هذا أبدا و لا أسجد لغير اللّه أبدا قالوا اذا لا يأخذ كتابك و لا يكتب جوابك قال و ان لم يأخذه فقال له رجل منهم أدلك على أمر يأخذ فيه كتابك و لا يكلفك فيه السجود قال دحية و ما هو قال ان له على كل عقبة منبرا يجلس عليه فضع صحيفتك تجاه المنبر فانّ أحدا لا يحركها حتى يأخذها هو ثم يدعو صاحبها فيأتيه قال أما هذا فسأفعل فعمد الى منبر من تلك المنابر التي يستريح عليها قيصر فألقى الصحيفة فدعا بها فاذا عنوانها كتاب العرب فدعا بالترجمان الذي يقرأ بالعربية فاذا فيه من محمد رسول اللّه الى قيصر صاحب الروم فغضب أخ لقيصر يقال له نباق فضرب فى صدر الترجمان ضربة شديدة و نزع الصحيفة من يده فقال له قيصر ما شأنك فقال تنظر فى كتاب رجل بدأ بنفسه قبلك و سماك قيصر صاحب الروم ما ذكر لك ملكا فقال له قيصر انك و اللّه ما علمت أحمق صغيرا مجنون كبيرا تريدان تخرق كتاب رجل قبل ان أنظر فيه فلعمرى لئن كان رسول اللّه كما يقول لنفسه أحق أن يبدأ بها منى و ان كان سمانى صاحب الروم لقد صدق ما أنا الا صاحبهم و ما أملكهم و لكن اللّه عز و جل سخرهم لى و لو شاء لسلطهم علىّ كما سلط فارس على كسرى فقتلوه ثم فتح الصحيفة فاذا فيها* بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللّه الى قيصر صاحب الروم سلام على من اتبع الهدى* أما بعد* يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‌ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‌ فى آيات من كتاب اللّه يدعوه الى اللّه و يزهده فى ملكه و يرغبه فيما رغبه اللّه من الآخرة و يحذره بطش اللّه و بأسه كذا فى الاكتفاء* و فى الصحيح و كان ابن الناطور صاحب ايليا و هرقلة أسقفا على نصارى الشام يحدّث ان هرقل حين قدم ايليا أصبح يوما خبيث النفس مهموما فقال له بعض بطارقته قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناطور و كان هرقل حزاء ينظر فى النجوم ماهرا فى الاحكام النجومية يستخرج أحكام الاجسام السفلية من آثار الاجرام العلوية عالما بسائر القواعد النجومية فقال لهم حين سألوه أجل انى رأيت الليلة حين نظرت فى النجوم أن ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الامة قالوا ما نعلم يختتن الا اليهود فلا يهمنك شأنهم و هم فى حكمك و سلطانك و اكتب الى مدائن ملكك فليقتلوا من فيها من اليهود فتستريح من الهم فبينما هم على أمرهم اذ أتى هرقل رجل اسمه عدى بن حاتم و هو رسول عظيم بصرى برجل من العرب يقوده و هو دحية بن خليفة الكلبى فقال أيها الملك ان هذا من العرب يحدّث عن أمر عجيب قد حدث ببلاده فقال هرقل لترجمانه سله ما هذا الحدث الذي ببلاده فسأله فقال دحية خرج من بين أظهرنا رجل يزعم انه نبىّ فاتبعه اناس و خالفه آخرون فكانت بينهم ملاحم فتركتهم على ذلك فلما أخبره قال هرقل اذهبوا به فجردوه فانظروا أ مختون هو أم لا فجرّدوه و نظروا إليه فاذا هو مختون فحدّثوه انه مختون و سألوه عن العرب فقال هم يختتنون فقال هرقل هذا و اللّه الذي رأيته هذا ملك هذه الامة قد ظهر أعطوه ثوبه ثم دعا صاحب شرطته فقال له قلب لى الشام ظهر او بطنا حتى تأتينى برجل من قوم هذا الرجل يعنى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)* قال أبو سفيان ان هرقل أرسل إليه فى ركب من قريش صاحب شرطته و كان أبو سفيان و أصحابه حينئذ تجارا بالشام بمدينة غزة فى المدّة التي كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) هادن فيها أبا سفيان و كفار قريش اى فى زمان الهدنة فأتوهم بايليا و هو بيت المقدس و كان هرقل حينئذ فيه فدعاهم الى مجلسه و حوله عظماء الروم و دعا ترجمانه فقال أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم انه نبىّ فقال أبو سفيان أنا أقربهم نسبا فقال ادنوه منى و قربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست