responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 24

أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط فخرج أخواها عمارة و الوليدا بنا عقبة حتى قدما على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يسألانه ان يردّها عليهما بالعهد الذي بينه و بين قريش بالحديبية فلم يفعل و قال أبى اللّه ذلك و أنزل فيه على رسوله* يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهنّ الآية فكأنّ الآية بيان انّ ذلك الرد فى الرجال لا فى النساء لانّ المسلمة لا تحلّ للكافر فلما تعذر ردّهنّ لورود النهى عنه لزم ردّ مهورهنّ فأمر النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن لا ترجع المؤمنات الى الكفار لشرف الاسلام و أن لا تكون كافرة فى نكاح مسلم لقوله تعالى و لا تمسكوا بعصم الكوافر* العصم جمع عصمة و هى ما يعتصم به من عقد و نسب و الكوافر جمع كافرة و هى التي بقيت فى دار الحرب أو لحقت بها مرتدة و المراد نهى المؤمنين عن البقاء على نكاح المشركات فطلق الاصحاب كل امرأة كافرة فى نكاحهم و طلق عمر بن الخطاب يومئذ امرأتين له مشركتين بمكة فتزوّج احداهما معاوية بن أبى سفيان و الأخرى صفوان بن أمية و عن ابن عباس يعنى من كانت له امرأة بمكة فلا يعدّها من نسائه لان اختلاف الدارين قطع عصمتها منه* قال أهل السير أقام النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بالحديبية قريبا من عشرين يوما ثم رجع الى المدينة* روى انه (صلى اللّه عليه و سلم) لما رجع من الحديبية و كان بضجنان كسكران جبل بقرب مكة نزلت عليه ليلة سورة انا فتحنا لك فتحا مبينا و المراد من الفتح المبين عند بعض المفسرين فتح الحديبية و سمى فتحا لانه كان مقدمة لفتوح كثيرة كما ورد فى كتب التفاسير و السير من أن الذين أسلموا فى سنتى الصلح يعدلون الذين أسلموا قبلهما و بعض المفسرين على ان المراد بالفتح المبين فتح مكة أو فتح خيبر الذي وعده اللّه لرسوله و انما أدّى بصيغة الماضى لان اخبار اللّه فى التحقق بمنزلة الكائن الموجود و اللّه أعلم* روى أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) لما قدم المدينة من الحديبية جاءه أبو بصير عتبة بن أسد بن حارثة رجل من قريش و هو مسلم و كان ممن حبس بمكة فكتب أزهر بن عبد بن عوف و الاخنس بن شريق الثقفى الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كتابا و بعثا فى طلبه رجلا من بنى عامر بن لؤيّ و معه مولى لهم فقدما على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة بالكتاب و قالا العهد الذي جعلت لنا فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يا أبا بصير انا أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت و لا يصح فى ديننا الغدر و ان اللّه جاعل لك و لمن معك من المستضعفين فرجا و مخرجا ثم دفعه الى الرجلين فخرجا به و انطلق معهما حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا هناك فدخل أبو بصير المسجد و ركع ركعتين ثم جلسوا يتغدّون و يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لاحد الرجلين و اللّه انى لارى سيفك هذا يا اخا بنى عامر صار ما جيدا فاستله الآخر فقال أجل انه و اللّه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أبو بصير أرنى أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد* و فى رواية استله أبو بصير فضربه به حتى برد و ذكر ابن عقبة ان الرجل هو الذي سل سيفه ثم هزه و قال لا ضربن بسيفى هذا فى الاوس و الخزرج يوما الى الليل فقال له أبو بصير فصارم سيفك هذا فقال نعم فقال ناولنيه لا نظر إليه فناوله اياه فلما قبض عليه ضربه به حتى برد و يقال بل تناول أبو بصير سيف الرجل بفيه فقطع أساره ثم ضربه به حتى برد و طلب الآخر فخرج مرعوبا حتى دخل المسجد* و فى رواية و فرّ الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعد و حتى لتطن الحصباء من شدّة سعيه فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لقد لقى هذا ذعرا فلما انتهى الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال له ويلك مالك قال قتل صاحبكم صاحبى و انى لمقتول* و فى الاكتفاء قال و يحك مالك قال قد قتل صاحبكم صاحبى قال فو اللّه ما برح حتى طلع أبو بصير متوشحا السيف حتى وقف على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقال يا نبى اللّه قد و اللّه أوفى اللّه ذمتك قد رددتنى إليهم ثم أنجانى اللّه منهم فقال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) ويل أمه مسعر حرب لو

كان معه أحد* و فى الاكتفاء

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست