responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 226

أثر الرجال حتى تكتفوا و لا تحتاجوا الى زيادة انسان ان شاء اللّه تعالى و السلام* و لما ردّ أبو بكر عبد اللّه بن قرط بهذا الكتاب الى يزيد قال له أخبره و المسلمين أنّ مدد المسلمين آتيهم مع هاشم بن عتبة و سعيد بن عامر بن جذيم فخرج عبد اللّه بكتابه حتى قدم به على يزيد و قرأه على المسلمين فتباشروا و فرحوا و ان أبا بكر دعا هاشم بن عتبة و بعثه فى ألف من المسلمين فسلم على أبى بكر و ودّعه ثم خرج من غده فلزم طريق أبى عبيدة حتى قدم عليه فسر المسلمون بقدومه و تباشروا به و بلغ سعيد بن عامر بن جذيم أن أبا بكر يريد أن يبعثه فلما أبطأ ذلك عليه و مكث أياما لا يذكر له ذلك أتاه فقال يا أبا بكر و اللّه لقد بلغنى أنك كنت أردت أن تبعثنى فى هذا الوجه ثم رأيتك قد سكت فما أدرى ما بدا لك فىّ فان كنت تريد أن تبعث غيرى فابعثنى معه و ان كنت لا تريد أن تبعث أحدا فانى راغب فى الجهاد فأذن لى رحمك اللّه كيما ألحق بالمسلمين فقد ذكر لى أنّ الروم جمعت لهم جمعا عظيما فقال أبو بكر رحمك اللّه أرحم الراحمين يا سعيد فأمر بلالا فنادى فى الناس أن انتدبوا أيها المسلمون مع سعيد بن عامر الى الشأم فانتدب معه سبعمائة رجل فى أيام فلما أراد سعيد الشخوص جاء بلال فقال يا خليفة رسول اللّه ان كنت انما أعتقتنى للّه تعالى لا ملك نفسى و أتصرف فيما ينفعنى فخل سبيلى حتى أجاهد فى سبيل ربى فانّ الجهاد أحب الىّ من المقام* قال أبو بكر فان اللّه يشهد انى لم أعتقك الا له و انى لا أريد منك جزاء و لا شكورا فهذه الارض ذات الطول و العرض فاسلك أىّ فجاجها أحببت فقال كأنك أيها الصدّيق عتبت علىّ فى مقالتى و وجدت فى نفسك منها قال لا و اللّه ما وجدت فى نفسى من ذلك و انى لا أحب ان تدع هواك لهواى ما دعاك هواك الى طاعة ربك قال فان شئت أقمت معك قال امّا اذ هواك فى الجهاد فلم اكن لامرك بالمقام و انما اردتك للاذان و لأجدن لفراقك وحشة يا بلال و لا بدّ من التفرق فرقة لا التقاء بعدها حتى يوم البعث فاعمل صالحا يا بلال و ليكن زادك من الدنيا ما يذكرك اللّه ما حييت و يحسن لك به الثواب اذا توفيت فقال له بلال جزاك اللّه من ولىّ نعمة و من أخ فى الاسلام خيرا فو اللّه ما أمرك لنا بالصبر على الحق و المداومة على العمل بالطاعة ببدع و ما كنت لأؤذن لاحد بعد النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و خرج بلال مع سعيد بن عامر و كان أبو بكر أمر سعيد بن عامر مع توابعه و هم اكثر من خمسين رجلا أن يلحق بيزيد بن ابى سفيان فلحق به و شهد معه وقعة العربة و الدثنة* و قدم على ابى بكر حمزة بن مالك الهمدانيّ فى جمع عظيم زها الف رجل أو اكثر فلما رأى ابو بكر عددهم و عدّتهم سرّه ذلك فقال الحمد للّه على صنعه للمسلمين ما يزال اللّه تعالى يرتاح لهم بمدد من انفسهم يشدّ به ظهورهم و يقصم به ظهور عدوّهم ثم قال حمزة لابي بكر علىّ امير دونك قال نعم ثلاثة امراء قد أمرناهم فأيهم شئت فكن معه فلما لحق بالمسلمين سألهم اى الامراء افضل و أيهم كان افضل عند النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) صحبة فقيل له ابو عبيدة بن الجرّاح فجاءه فكان معه* قال عمرو ابن محصن لم يكن ابو بكر رضى اللّه عنه يسأم توجيه الجنود الى الشأم و امداد الامراء الذين بعثهم بالرجال بعد الرجال ارادة اعزاز الاسلام و اذلال اهل الشرك* و عن ابى سعيد المقبرى قال لما بلغ أبا بكر جمع الاعاجم لم يكن شي‌ء أعجب إليه من قدوم المجاهدين عليه من ارض العرب فكانوا كلما قدموا عليه سرح الاوّل فالاوّل فقدم عليه فيمن قدم ابو الاعور السّلمى فبعثه ابو بكر فسار حتى قدم على ابى عبيدة و قدم على ابى بكر معن بن يزيد بن الاخنس فى رجال من بنى سليم نحو مائة فقال ابو بكر لو كان هؤلاء اكثر مما هم أمضيناهم فقال عمر و اللّه لو كانوا عشرة لرأيت لك أن تمدّ بهم اخوانهم اى و اللّه و أرى ان نمدّهم بالرجل الواحد اذا كان ذا اجزاء و غناء فقال حبيب بن مسلمة الفهرى عندى نحو من عدّتهم رجال من ابناء القبائل ذو

و رغبة فى الجهاد فأخرجنا و هؤلاء جميعا يا خليفة رسول اللّه فقال له امّا الآن فاخرج بهم جميعا حتى تقدم بهم على اخوانهم فخرج فعسكر معهم ثم جمع اصحابه إليهم ثم مضى بهم حتى‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست