responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 84

فرباها و أطعمها اللحم و الخبز حتى شبت و كبرت* و فى الكامل لابن الاثير فرباهنّ بالخمر و اللحم حتى كبرن و اتخذ تابوتا من خشب و جعل له بابا من أعلا و بابا من أسفل ثم جوّع النسور و نصب خشبات أربع فى أطراف التابوت و جعل على رءوسها لحما أحمر فوق التابوت و قعد هو فى التابوت و أقعد معه رجلا آخر و حمل معه القوس و النشاب و أمر بالنسور فربطت فى أطراف التابوت من أسفل* و فى رواية و ربط التابوت بأرجل النسور ثم خلى عن النسور فطرن و صعدن طمعا فى اللحم كلما رأين اللحم طرن إليه فطارت النسور يوما أجمع حتى أبعدن فى الهواء فقال نمروذ لصاحبه افتح الباب الأعلى فانظر الى السماء هل قربنا منها ففتح و نظر فقال ان السماء كهيئتها ثم قال له افتح الباب الاسفل فانظر الى الارض كيف تراها ففتح و نظر فقال أرى الارض مثل اللجة و الجبال مثل الدخان قال فطارت النسور يوما آخر و ارتفعت حتى حالت الريح بينها و بين الطيران فقال نمروذ لصاحبه افتح الباب الأعلى ففتح فاذا السماء كهيئتها و فتح الباب الاسفل فاذا الارض سوداء مظلمة و نودى أيها الطاغى أين تريد فأمر عند ذلك صاحبه فرمى بسهم قال عكرمة و كان معه فى التابوت غلام قد حمل القوس و النشاب فأخذ منه القوس فرمى بسهم فعاد إليه السهم ملطخا بالدم فقال كفيت شغل إله السماء و اختلف فى ذلك السهم بأى شي‌ء تلطخ فقيل بدم سمكة قذفت نفسها من بحر معلق فى الهواء فلذا رفع الذبح عن السمك و قيل بدم طائر أصابه السهم فتلطخ بدمه و ذلك استدراج و مكر من اللّه تعالى و لما رجع إليه السهم ملطخا أمر نمروذ صاحبه أن يصوّب الخشبات المنصوبة فوق التابوت الى أسفل و ينكس اللحم ففعل فهبطت النسور بالتابوت فسمعت الجبال هفيف التابوت و النسور ففزعت و ظنت أنه قد حدث حدث فى السماء و ان الساعة قد قامت فكادت تزول عن أماكنها فذلك قوله تعالى و ان كان مكرهم لتزول منه الجبال و حكى ذلك عن علىّ فى معنى الآية أى أنها نزلت فى نمروذ الجبار الذي حاج ابراهيم فى ربه كذا فى معالم التنزيل و استبعد بعض العلماء هذه الحكاية و قال لان الخطر فيه عظيم و لا يكاد عاقل أن يقدم على مثل هذا الامر العظيم و ليس فيه خبر صحيح يعتمد عليه و لا مناسبة لهذه الحكاية بتأويل الآية كذا فى لباب التأويل* و كان طيرانهنّ من بيت المقدس و وقوعهنّ فى جبل الدخان فلمّا رأى أنه لا يطيق شيئا أخذ فى بنيان الصرح ثم أرسل اللّه ريحا على صرح نمروذ فألقت رأسه فى البحر فانكفأت بيوتهم و أخذت الرجفة نمروذ و تبلبلت ألسن الناس حين سقط الصرح من الفزع فتكلموا بثلاثة و سبعين لسانا فلذلك سميت بابل أى لتبلبل الالسن بها و كان لسان الناس قبل ذلك سريانيا كذا فى الكامل* و فى بحر العلوم لما ملك نمروذ كل الارض و طغى و اتخذ النسور و صعد الهواء يطلب ملك السماء و عمل صرحا و زعم أنه يحارب إله السماء و رمى نزل جبريل و قال لإبراهيم ان اللّه تعالى يقول لك اختر لمحاربتك ما شئت من الجيوش فانى معين لك على ما عنيت فاختار البعوض فأوحى اللّه تعالى الى ابراهيم لو لم تختر هذا لاهلكناه بشي‌ء لا يزن سبعون من ذلك جناح بعوضة فعبى نمروذ جيشه أربعة فراسخ فى أربعة فراسخ فأمر اللّه ملك البعوض حتى أخرج جيش البعوض فخرجت بحيث ملأت الهواء و سترت السماء فوقعت فيهم فأكلت خناجرهم و دروعهم و أسلحتهم و شعورهم و جلودهم و لحومهم و عظامهم فهرب نمروذ و دخل صرحه فسلط اللّه عليه شق بعوضة فجعل يطير فى وجهه سبعة أيام و هو يقصد أخذها فلا يقدر عليها ثم جلست على شفته فعضتها فورمت ثم دخلت أنفه فاجتهدوا فى اخراجها بكل حيلة فلم يقدروا و كانت تأكل دماغه و هو يحتال بكل علاج فلا يقدر على الاخراج* و فى رواية كعب أنها بقيت فى دماغه أربعمائة سنة كذا فى العرائس و كان عمره قبل ذلك فى ملكه أربعمائة سنة و لو تاب لتاب اللّه عليه لكن تمادى فى العناد

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست