responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 486

و قال يا عين الهجرس أ تمدّ رجلك بين يدى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فو اللّه لو لا مجلس رسول اللّه لانفذت جنبك بهذا الرمح ثم أقبل بوجهه الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقال يا رسول اللّه ان كان هذا شيئا أمرك اللّه به لا بدّ لنا من عمل به أو أمرا تحبه فاصنع ما شئت ما نقول فيه شيئا و ان كان غير ذلك فو اللّه ما نعطيهم الا السيف متى كانوا يطعمون منا شيئا فسكت النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و لم يقل شيئا فدعا سعد بن معاذ و سعد بن عبادة فاستشارهما فيه فقالا مثل ما قال أسيد بن حضير فقالا يا رسول اللّه أ شي‌ء أمرك اللّه به أم أمر تصنعه لنا قال بل شي‌ء أصنعه لكم و اللّه ما أصنع ذلك الا لانى رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة و كايدوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم شوكتهم فقال سعد ابن معاذ يا رسول اللّه قد كنا نحن و هؤلاء القوم على شرك باللّه و عبادة الاوثان لا نعرف اللّه و لا نعبده و هم لا يطمعون أن يأكلوا منا ثمرة الاقرى أو بيعا فحين أكرمنا اللّه بالاسلام و أعزنا بك نعطيهم أموالنا و اللّه لا نعطيهم الا السيف حتى يحكم اللّه بيننا و بينهم فقال رسول اللّه فأنت و ذلك فتناول سعد الصحيفة و أخذها من عثمان فمحا ما فى الكتاب و مزق الكتاب ثم قال ليجتهدوا علينا فرجع عيينة ابن حصن و الحارث بن عوف خائبين خاسرين و علما أن لا يدلهم على المدينة بوجه من الوجوه لما رأوا من اخلاص الانصار و اتفاقهم مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و دخل فى أمرهما فتور و تزلزل* و روى ان فوارس من قريش و شجعانهم منهم عمرو بن عبد ودّ أخو بنى عامر بن لؤيّ و عكرمة بن أبى جهل و هبيرة بن أبى وهب المخزوميان و نوفل بن عبد اللّه و ضرار بن الخطاب و مرداس أخو بنى محارب قد تلبسوا يوما للقتال و خرجوا على خيلهم و مرّوا على بنى كنانة و قالوا تهيئوا للحرب يا بنى كنانة فستعلمون اليوم من الفرسان ثم أقبلوا نحو الخندق تعنق بهم خيلهم و الجيش على أثرهم حتى وقفوا على الخندق فلما رأوه قالوا و اللّه ان هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها ثم قصدوا مكانا ضيقا من نواحى الخندق فضربوا خيولهم فاقتحمت فيه من تلك الناحية الضيقة فعبروه فجالت بهم خيولهم فى السبخة بين الخندق و سلع و أبو سفيان و خالد بن الوليد و فوج من رؤساء قريش و كنانة و غطفان كانوا مصطفين على الخندق فقال عمرو بن عبد ودّ لابي سفيان ما لكم لا تعبرون قال أبو سفيان ان احتيج الى عبورنا نعبر أيضا و كان عمرو بن عبد ودّ من مشاهير الابطال و شجعان العرب و كانوا يعدلونه بألف رجل و قد كان قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد أحدا فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه فجال و طلب المبارزة و الاصحاب ساكتون كأنما على رءوسهم الطير لانهم كانوا يعلمون شجاعته*

مبارزة علىّ لعمرو بن عبد ودّ

و فى الاكتفاء ذكر ابن اسحاق فى غير رواية البكائى ان عمرو بن عبد ودّ لما نادى يطلب من يبارزه قام علىّ و هو مقنع بالحديد فقال أنا له يا رسول اللّه فقال له اجلس انه عمرو ثم نادى عمرو و جعل يوبخهم و يقول أين جنتكم التي تزعمون انه من قتل منكم دخلها أ فلا تبرزون الىّ رجلا فقام علىّ فقال أنا له يا رسول اللّه فقال له اجلس انه عمرو ثم نادى الثالثة و قال‌

و لقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارزو وقفت اذ جبن المشجع وقفة الرجل المناجزو كذاك الثانى لم أزل‌

متسرعا نحو الهزاهز

ان الشجاعة فى الفتى‌* * * و الجود من خير الغرائز

فقام علىّ و قال أنا له يا رسول اللّه فقال انه عمرو فقال و ان كان عمرا فأذن له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فمشى إليه علىّ و هو يقول‌

لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست