responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 462

بيوتهم فكانوا يخربون بيوتهم و يهدمونها و يحملون ما يوافقهم من أخشابها كذا فى الوفاء* و فى معالم التنزيل قال الزهرى لما صالحهم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) على أن لهم ما أقلت الابل و أيسوا من منازلهم و تيقنوا بخروجهم منها كانوا ينظرون الى منازلهم فيهدمونها و ينزعون منها الخشب ما يستحسنونها فيحملونها على ابلهم و يخرب المؤمنون بواقيها و ذلك قوله تعالى يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدى المؤمنين قال ابن زيد كانوا يقلعون العمد و ينقضون السقف و ينقبون الجدر و ينزعون الخشب حتى الاوتاد و يخربونها حتى لا يسكنها المؤمنون حسدا و بغضا* و فى رواية لما أرسل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إليهم يأمرهم بالخروج من بلدته قالوا الموت أقرب إلينا من ذلك فتنادوا بالحرب و دس إليهم المنافقون عبد اللّه بن أبىّ بن سلول و أصحابه أن لا تخرجوا من الحصن فان قاتلوكم فنحن معكم و لا نخذلكم و لننصرنكم و لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم فدربوا على الازقة و حصنوها ثم انهم أجمعوا الغدر فأرسلوا الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن اخرج فى ثلاثين من أصحابك و يخرج منا ثلاثون حتى نلتقى فى فضاء فيستمعون منك ان صدّقوك و آمنوا بك آمنا كلنا ففعل النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فخرج إليه ثلاثون حبرا من اليهود فأرسلوا إليه كيف نفهم و نحن ستون رجلا اخرج فى ثلاثة من أصحابك و نخرج إليك ثلاثة من أصحابنا فيسمعون منك فخرج النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فى ثلاثة من أصحابه و خرج ثلاثة من اليهود و اشتملوا على الخناجر و أرادوا المكر برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فأرسلت امرأة ناصحة من بنى النضير الى أخيها و هو رجل مسلم من الانصار فأخبرته بما أراد بنو النضير من الغدر فأقبل أخوها سريعا حتى أدرك النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فسارّه بمكرهم قبل أن يصل النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إليهم فرجع فلما كان من الغد غدا عليهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بالعسكر فحاصرهم احدى و عشرين ليلة فقذف اللّه فى قلوبهم الرعب و أيسوا من نصر المنافقين فسألوا الصلح فأبى عليهم الا أن يخرجوا من المدينة على ما يأمرهم به النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقبلوا ذلك فصالحهم على الجلاء و على أن لهم ما أقلت الابل من أموالهم الا السلاح* و قال ابن عباس على ان يحمل أهل كل ثلاثة أبيات على بعير واحد ما شاءوا من متاعهم و للنبىّ (صلى اللّه عليه و سلم) ما بقى* و قال الضحاك أعطى كل ثلاثة نفر بعيرا و سقاء فتجهزوا و تجملوا و تحملوا على ستمائة بعير و حملوا النساء و الابناء و الاموال فخرجوا معهم الدفوف و المزامير و القيان يعزفن خلفهم و يظهرون الجلادة فعبروا من سوق المدينة و تفرّقوا فى البلاد فذهب بعضهم الى الشأم الى أذرعات و أريحاء و لحق أهل بيتين و هم آل أبى الحقيق و آل حيى بن أخطب بخيبر* قال ابن اسحاق كان اجلاء بنى النضير حين رجع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) من أحد و فتح بنى قريظة مرجعه من الاحزاب و بينهما سنتان أكثر الروايات على انه كان أموال بنى النضير و عقارهم فيئا لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خاصة له خصه اللّه بها حبسا لنوائبه لم يخمسها و لم يسهم منها لاحد كما هو مذهب الامام أبى حنيفة (رحمه اللّه)* و ورد فى بعض الروايات أنه خمسها و ذهب إليه الامام الشافعى (رحمه اللّه) و أعطى منها ما أراد لمن أراد و وهب العقار للناس و كان يعطى من محصول البعض أهله و عياله نفقة سنة و يجعل ما بقى حيث يجعل مال اللّه* و فى المهمات المال المأخوذ من الكفار ينقسم الى ما يحصل من غير قتال و ايجاف خيل و ركاب و الى حاصل بذلك و يسمى الاوّل فيئا و الثانى غنيمة* و فى المدارك أن ما خوّل اللّه رسوله من أموال بنى النضير شي‌ء لم يحصلوه بالقتال و الغلبة و لكن سلطه اللّه عليهم و على ما فى أيديهم فالامر فيه مفوّض إليه يضعه حيث يشاء و لا يقسمه قسمة التي قوتل عليها و أخذت عنوة قهرا فقسمها بين المهاجرين و لم يعط الانصار الا ثلاثة منهم لفقرهم أبا دجانة سماك بن خرشة و سهل بن حنيف و الحارث بن الصمة و كذا فى معالم التنزيل و لابي داود أعطى أكثر المهاجرين و قسمها بينهم و أعطى رجلين من الانصار ذوى‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست