responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 461

يهود فسار إليهم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فى أصحابه فصلوا العصر بفضاء بنى النضير* و روى أيضا من طريق عكرمة ان غزوتهم كانت صبيحة قتل كعب بن الاشرف كذا فى الوفاء* و فى المدارك مشى المسلمون إليهم على أرجلهم لانه على ميلين من المدينة و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على حمار فحسب و علىّ رضى اللّه عنه يحمل رايته و استخلف على المدينة ابن أم مكتوم* و فى معالم التنزيل فلما صار إليهم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) وجدهم ينوحون على كعب بن الاشرف و قالوا يا محمد واعية على اثر واعية و باكية على اثر باكية قال نعم قالوا ذرنا نبك على شجونا ثم نأتمر أمرك فقال النبيّ اخرجوا من المدينة* و فى المنتقى و لما رأوا رسول اللّه قاموا على حصونهم معهم النبل و الحجارة و اعتزلتهم قريظة و خفر لهم ابن أبىّ و حلفاؤهم من غطفان و حاصرهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خمسة عشر يوما* و فى الوفاء و سيرة ابن هشام حاصرهم ست ليال و فى معالم التنزيل و لما نزل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بنى النضير و كانوا أهل حصون و عقار و نخل كثيرة و تحصنوا بحصونهم أمر بقطع نخيلهم و احراقها فلما رأى أعداء اللّه ان المسلمين يقطعونها شق عليهم فجزعوا عند ذلك و قالوا يا محمد زعمت انك تريد الصلاح أ فمن الصلاح عقر الشجر و قطع النخل و هل وجدت فيما زعمت انه انزل عليك الفساد فى الارض و قالوا للمؤمنين انكم تكرهون الفساد و أنتم تفسدون دعوا أصول النخل فانما هى لمن غلب عليها فوجد المسلمون فى أنفسهم من قولهم و خشوا أن يكون ذلك فسادا فاختلفوا فى ذلك فقال بعضهم لا تقطعوا فانه ما أفاء اللّه علينا* و قال بعضهم بل نغيظهم بقطعها فأخبر اللّه تعالى ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن اللّه و اختلفوا فى اللينة فقال قوم النخل كلها لينة ما خلا العجوة و هو قول عكرمة و قتادة* و فى رواية بازان عن ابن عباس قال كان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أمر بقطع نخلهم الا العجوة و أهل المدينة يسمون ما خلا العجوة من التمر الالوان واحدها لون و لينة* و قال الزهرى هى ألوان النخل كلها الا العجوة* و قال مجاهد و عطية هى النخل كلها من غير استثناء* و قال العوفى عن ابن عباس هى لون من النخل* و قال سفيان هى كرام النخل* و قال مقاتل هى ضرب من النخل يقال لتمرها اللون و هى شديدة الصفرة يرى نواها من خارج تغيب فيها الأضراس و كانت من أجود تمرهم و أحبها إليهم و كانت النخلة الواحدة منها ثمن وصيف و أحب إليهم من وصيف فلما رأوهم يقطعونها شق عليهم و قيل قطعوا نخلة و أحرقوا نخلة و قيل كان جميع ما قطعوا و أحرقوا ست نخلات* و عن ابن عمر رضى اللّه عنهما أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) حرق نخل بنى النضير و لها يقول حسان بن ثابت‌

و هان على سراة بنى لؤيّ‌* * * حريق بالبويرة مستطير

و أجاب سفيان و لم يكن أسلم حينئذ

أدام اللّه ذلك من صنيع‌* * * و حرق فى نواحيها السعير

ستعلم أينا منها بنزه‌* * * و تعلم أى أرضينا نضير

و فى روضة الاحباب أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أمر أبا ليلى المازنى و عبد اللّه بن سلام بقطع نخيلهم أما أبو ليلى فكان يقطع أجود أنواع التمر و هى العجوة و يقول قطع العجوة أشدّ عليهم و أما عبد اللّه بن سلام فكان يقطع أردأ أنواع التمر و هو تمر يقال له اللون و يقول انى أعلم ان اللّه سيجعلها للمسلمين فأترك الاجود لهم فأنزل اللّه تعالى ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فباذن اللّه و ليخزى الفاسقين فلم يغث بنى النضير أحد و لم يقدر ابن أبى أن يصنع شيئا فجهدهم الحصار و ضاقت عليهم الاحوال و قذف اللّه فى قلوبهم الرعب حتى أرسلوا الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) انا نخرج من بلادك فقال لهم رسول اللّه اخرجوا و لكم دماؤكم و ما حملت الابل الا الحلقة و ولى اخراجهم محمد بن مسلمة فاحتملوا أبواب‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست