responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 457

و عن ابن اسحاق أنه قال أكثر الذين حضروا قتل خبيب ابتلوا ببلاء و كان ممن حضره يومئذ سعد بن عامر بن جذيم الجمحى ثم اسلم و استعمله عمر بن الخطاب على بعض الشأم و يروى على حمص و كان تصيبه غشية بين ظهرى القوم فذكر ذلك لعمر و قيل ان الرجل مصاب فسأله عمر فى قدمة قدمها عليه فقال يا سعد ما هذا الذي يصيبك قال و اللّه يا امير المؤمنين ما بى من بأس و لكننى كنت فيمن حضر خبيب بن عدى حين قتل و سمعت دعوته فو اللّه ما خطرت على قلبى و أنا فى مجلس قط الا و غشى علىّ فزادته عند عمر خيرا* و فى رواية بريدة بن سفيان قال خبيب اللهم انى لا اجد من يبلغ رسولك منى السلام فبلغه* و فى رواية أبى الاسود عن عروة جاء جبريل الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فأخبره بذلك الحديث ثم أنشأ خبيب يقول‌

فلست أبالى حين اقتل مسلما* * * على اىّ شق كان للّه مصرعى‌

و ذلك فى ذات الاله و ان يشأ* * * يبارك على أوصال شلو ممزع‌

الى اللّه أشكو غربتى بعد كربتى‌* * * و ما أرصد الاحزاب لى عند مصرعى‌

و ساق ابن اسحاق هذه الابيات ثلاثة عشر بيتا قال ابن هشام و من الناس من ينكرها لخبيب و الاوصال جمع وصل و هو العضو و الشلو بكسر المعجمة الجسد و يطلق على العضو لكن المراد به هاهنا الجسد كذا فى المواهب اللدنية قال أبو هريرة كان خبيب أوّل من سنّ الركعتين عند القتل لكل مسلم قتل صبرا لانه فعله فى حياته (صلى اللّه عليه و سلم) فاستحسن ذلك من فعله و قررها و استحسن المسلمون فبقى سنة و الصلاة خير ما ختم به عمل العبد

دعاء زيد بن حارثة و استجابته‌

و قد صلّى هاتين الركعتين زيد بن حارثة مولى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و ذلك فى حياته (عليه السلام) كما روى السهيلى بسنده الى الليث بن سعد قال بلغنى أن زيد ابن حارثة اكترى بغلا من رجل بالطائف اشترط عليه المكرى أن ينزله حيث شاء قال فمال به الى خربة فقال له انزل فنزل فاذا فى الخربة قتلى كثيرة قال فلما أراد أن يقتله قال له دعنى أصلّ ركعتين قال صلّ فقد صلّى قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتهم شيئا قال فلما صليت أتانى ليقتلنى فقلت يا ارحم الراحمين قال فسمعت صوتا لا تقتله فهاب ذلك فخرج يطلب فلم ير شيئا فرجع الىّ فناديت يا ارحم الراحمين فعل ذلك ثلاثا فاذا بفارس على فرس فى يده حربة من حديد و فى رأسها شعلة نار فطعنه بها فأنفذ من ظهره فوقع ميتا ثم قال لما دعوت المرّة الاولى يا أرحم الراحمين كنت فى السماء السابعة فلما دعوت الثانية يا ارحم الراحمين كنت فى السماء الدنيا فلما دعوت الثالثة أتيتك انتهى* و فى سيرة مغلطاى ذكر بعضهم ان هذه القصة وقعت لاسامة بن زيد و الصواب زيد بن حارثة والد أسامة و وقع فى رواية أبى الاسود عن عروة فلما وضعوا السلاح فى خبيب و هو مصلوب نادوه و ناشدوه أ تحب ان محمدا مكانك قال لا و اللّه ما احب أن يفدينى بشوكة فى قدمه و سيجي‌ء مثل هذا لزيد بن الدثنة و لا مانع من التعدّد قال سعيد بن عامر بن جذيم قد بضعت قريش لحم خبيب ثم حملوه على جذعة بحيث كان وجهه الى المدينة قال لا يضرّنى صرف وجهى عن الكعبة فان اللّه تعالى قال فأينما تولوا فثمّ وجه اللّه فقالوا له ارجع عن دين محمد فقال لا ارجع أبدا قالوا و اللات و العزى ان لم ترجع نقتلك قال ان قتلى فى اللّه لقليل ثم قال اللهم انك تعلم انه ليس أحد حوالىّ أن يبلغ رسولك سلامى فابلغه سلامى قال زيد بن أسلم كنت فى جماعة عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) اذ ظهر عليه أثر الوحى فقال و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته ان قريشا قتلوا خبيبا و هذا جبريل أتى بسلامه* و فى الاكتفاء زعموا أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال و هو جالس فى ذلك اليوم الذي قتلا فيه و عليكما أو و عليك السلام خبيب قتلته قريش لا ندرى أ ذكر ابن الدثنة معه أم لا ثم ان قريشا طلبوا جماعة ممن قتل آباؤهم و أقرباؤهم ببدر فاجتمع اربعون منهم بأيديهم الرماح‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست