responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 414

فأخذت امرأته بناحيتها و قالت انك امرؤ محارب و ان أصحاب الحرب لا ينزلون فى مثل هذه الساعة كلمه من فوق الحصن قال انه أبو نائلة رضيعى فانه لو وجدنى نائما ما أيقظنى قالت و اللّه انى لا عرف فى صوته الشرّ فانى أسمع صوتا يقطر منه الدم فقال كعب لو يدعى الفتى لطعنة لاجاب* و فى رواية قال ان الكريم اذ ادعى الى طعنة بليل لاجاب فنزل إليهم متوشحا و ينفح منه ريح الطيب قتحدّث معهم ساعة قالوا له هل لك أن نتماشى الى شعب العجوز فتتحدّث فيه بقية ليلتنا هذه قال ان شئتم فخرجوا يتماشون و كان أبو نائلة قال لاصحابه انى فاتل شعره لأشمه فاذا رأيتمونى استمكنت من رأسه فدونكم عدوّ اللّه فاضربوه ثم انه شام يده فى فود رأسه ثم شم يده فقال ما رأيت كالليل طيب عروس أعطر قط قال انه طيب أم فلان يعنى امرأته ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها جتى اطمأنّ ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها فأخذ بفود رأسه حتى استمكن منه ثم قال اضربوا عدوّ اللّه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا قال محمد بن مسلمة فتذكرت معولا كان فى سيفى حين رأيت أسيافنا لا تغنى شيئا فأخذته و قد صاح عدوّ اللّه صيحة لم يبق حولنا حصن الا أوقدت عليه نار قال فوضعته فى ثنته* و فى رواية فى سرّته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته فوقع عدوّ اللّه و قد أصيب الحارث بن أوس بجرح فى رجله أو رأسه أصابه بعض أسيافنا فخرجنا حتى أسندنا فى حرّة العريض و قد أبطأ علينا الحارث بن أوس لجرحه و نزفه الدم فوقفنا له ساعة حتى أتانا يتبع آثارنا فاحتملناه فجئنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) آخر الليل و هو قائم يصلى فسلمنا عليه فخرج إلينا فأخبرناه بقتل عدوّ اللّه كعب و جئنا برأسه إليه و تفل على جرح صاحبنا فبرأ فى الحال و لم يؤذه بعد فرجعنا الى أهلنا فأصبحنا و قد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ اللّه فليس بها يهودى الا و هو يخاف على نفسه* و فى روضة الاحباب حملوا رأسه الى المدينة فخرج أهل الحصن فى آثارهم و سلكوا طريقا آخر ففاتوهم و لما بلغ محمد بن مسلمة و أصحابه بقيع الغرقد كبروا و كان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يصلى فسمع صوت تكبيرهم فعلم أنهم قتلوه فلما انتهوا الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قال أفلحت الوجوه قالوا و وجهك يا رسول اللّه و أتوا برأس عدوّ اللّه فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه* و فى شرف المصطفى ان الذين قتلوه حملوا رأسه فى مخلاة الى المدينة فقيل انه أوّل رأس حمل فى الاسلام كذا فى المواهب اللدنية* روى أن رهط كعب بن الاشرف جاءوا الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقالوا قتل سيدنا غيلة من غير جناية و سبب قال انه كان يهجونا و يؤذى المسلمين و يحرض المشركين علينا فخافوا و سكتوا و رجعوا* قال ابن اسحاق و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود على سبيبة رجل من تجار يهود كان يلابسهم و يبايعهم فقتله و كان حويصة بن مسعود أخو محيصة اذ ذاك لم يسلم و كان أسنّ من محيصة فلما قتله جعل حويصة يضربه و يقول أى عدوّ اللّه قتلته أما و اللّه لرب شحم فى بطنك من ماله قال له محيصة و اللّه لو أمرنى بقتلك من أمرنى بقتله لضربت عنقك قال آللّه لو أمرك محمد بقتلى لتقتلنى قال نعم قال له و اللّه ان دينا بلغ بك هذا لعجب فأسلم حويصة كذا فى معالم التنزيل*

تزوّج عثمان بن عفان بأمّ كلثوم‌

و فى هذه السنة تزوّج عثمان بن عفان أمّ كلثوم بنت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و لم تلد ولدا و قيل ولدت و لم يعش منها و لا من أختها و فى بعض الكتب تزوّجها عثمان فى ربيع الاوّل و أدخلت عليه فى جمادى الآخرة و اللّه أعلم و سيجي‌ء وفاتها فى السنة التاسعة ان شاء اللّه تعالى*

غزوة غطفان‌

و فى هذه السنة لثنتى عشرة ليلة مضت من ربيع الاوّل على رأس خمسة و عشرين شهرا من الهجرة وقعت غزوة غطفان و هى غزوة ذى أمر بفتح الهمزة و سماها الحاكم غزوة أنمار و هى بناحية نجد و هى التي صلّى فيها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على راحلته متطوّعا متوجها قبل المشرق* و فى سيرة ابن هشام لما رجع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من غزوة السويق أقام بالمدينة بقية ذى الحجة أو قريبا منها ثم غزا نجدا يريد غطفان و هى غزوة ذى أمر

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست