responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 395

أيا بنى عبد مناة الرزام‌* * * أنتم حماة و أبوكم حام‌

لا تعبدونى نصركم بعد العام‌* * * لا تسلمونى لا يحل اسلام‌

فخرج الى حرب المسلمين و حضر أحدا ثم لما رجع المشركون عن أحد خرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى آثارهم مرهبا لهم حتى انتهى الى حمراء الاسد فأخذ أبو عزة فقال يا رسول اللّه أقلنى فقال رسول اللّه أ لا تمسح عارضيك بمكة و تقول خدعت محمدا مرّتين انّ المؤمن لا يلدغ من جحر مرّتين فضرب عنقه كما سيجي‌ء فى غزوة حمراء الاسد*

ذكر اعتناء الصحابة بتعلم الخط و الكتابة

و فى بعض الكتب لما تقرّر أمر الاسارى على الفداء و كان بعضهم فقراء لا يحصل منهم شي‌ء منّ عليهم و أطلقهم و أخذ عليهم العهد أن لا يعودوا الى حرب المسلمين منهم أبو عزة الشاعر الجمحى و كان بعض من فقرائهم يعلمون الخط و الكتابة فقرّر عليهم أن يعلم كل واحد منهم عشرة من غلمان الانصار الخط فاذا حذقوا فهو فداؤه و كان زيد بن ثابت ممن علم و وضع على الاغنياء منهم الفداء بقدر قدرتهم و غنائهم و لا يكون فداء أحد منهم أقل من ألف درهم و لا أكثر من أربعة آلاف درهم و فى معالم التنزيل كان الفداء لكل أسير أربعين أوقية و الاوقية أربعون درهما و فى سيرة ابن هشام كان فداء المشركين يومئذ أربعة آلاف درهم بالرجل الى ألف درهم الا من لا شي‌ء له منّ عليه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و أطلقه و كان عمير بن وهب الجمحى شيطانا من شياطين قريش و كان يؤذى رسول اللّه عليه الصلاة و السلام و أصحابه بمكة و يلقون منه عنتا و كان ابنه وهب بن عمير فى أسارى بدر فجلس عمير مع صفوان بن أمية فى الحجر بعد مصاب أهل بدر بيسير فذكر أصحاب القليب و مصابهم فقال صفوان فو اللّه ليس فى العيش خير بعدهم فقال له عمير صدقت و اللّه اما و اللّه لو لا دين علىّ ليس له عندى قضاء و عيال أخشى عليهم الضيعة بعدى لركبت الى محمد حتى أقتله فانّ لى فيهم علة ابنى أسير فى أيديهم فاغتنمها صفوان فقال علىّ دينك أنا أقضيه عنك و عبالك مع عيالى أواسيهم ما بقوا ثم ان عميرا أمر بسيفه فشحذ و سمّ ثم انطلق حتى قدم المدينة فرآه عمر قد أناخ البعير على باب المسجد متوشحا السيف فقال هذا عدوّ اللّه عمير ما جاء الا بشرّ و هو الذي حرش بيننا و حزرنا للقوم ببدر ثم دخل عمر على رسول اللّه عليه الصلاة و السلام فقال يا نبىّ اللّه هذا عدوّ اللّه عمير قد جاء متوشحا سيفه قال أدخله علىّ فأقبل عمر حتى أخذ بحمائل سيفه فى عنقه فلببه بها و قال لرجال من الانصار ادخلوا على رسول اللّه عليه الصلاة و السلام فاجلسوا عنده و احذروا هذا الخبيث عليه فانه غير مأمون ثم دخل به على رسول اللّه عليه الصلاة و السلام فلما رآه و عمر آخذ بحمالة سيفه فى عنقه قال أرسله يا عمر ادن يا عمير فدنا ثم قال انعموا صباحا و كانت تحية أهل الجاهلية بينهم ثم قال رسول اللّه عليه الصلاة و السلام قد أكرمنا اللّه بتحية خير من تحيتكم يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة ما جاء بك يا عمير قال جئت لهذا الاسير الذي فى أيديكم فأحسنوا فيه قال فما بال السيف فى عنقك قال قبحها اللّه من سيوف و هل أغنت شيئا قال أصدقنى بالذى جئت له قال ما جئت الا لذلك فقال بل قعدت أنت و صفوان بن أمية فى الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت لو لا دين علىّ و لو لا عيالى لخرجت حتى أقتل محمدا فتحمل لك صفوان بدينك و عيالك على أن تقتلنى و اللّه حائل بينى و بينك فقال عمير أشهد انك رسول اللّه قد كنا نكذبك و هذا أمر لم يحضره الا أنا و صفوان فو اللّه انى لأعلم ما أتاك به الا اللّه فالحمد للّه الذي هدانى للاسلام و ساقنى هذا المساق ثم شهد شهادة الحق فقال رسول اللّه عليه الصلاة و السلام فقهوا أخاكم فى دينه و علموه القرآن و أطلقوا له أسيره ففعلوا ثم قال يا رسول اللّه انى كنت جاهدا فى اطفاء نور اللّه شديد الاذى لمن كان على دين اللّه و انى أحبّ أن تأذن لى فاقدم مكة فأدعوهم الى اللّه و الى الاسلام لعلّ اللّه أن يهديهم و الا آذيتهم كما كنت أوذى اصحابك‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست