responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 303

فيأخذونه بعضديه فيقيمونه فاذا مشى رجموه و هم يضحكون و زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى لقد شج فى رأسه شجاجا و ألجئوا النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) الى حائط لعتبة و شيبة ابنى ربيعة و رجع عنه من كان يتبعه من سفهاء ثقيف و عمد النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) الى ظل شجرة فجلس فيه محزونا و ابنا ربيعة كانا فى الحائط ينظران إليه فلما رأيا ما لقيه من سفهاء ثقيف تحرّكت له رحمهما فدعوا غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس فقالا له خذ قطفا من هذا العنب وضعه فى ذلك الطبق ثم اذهب به الى ذلك الرجل و قل له يأكل منه ففعل عداس ثم أقبل به حتى وضعه بين يدى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فلما وضع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يده قال بسم اللّه الرحمن الرحيم ثم أكل فنظر عداس الى وجهه ثم قال انّ هذا الكلام ما يقوله أهل هذا البلد فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و من أى البلاد أنت و ما دينك قال أنا نصرانى و أنا رجل من أهل نينوى فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى قال و ما يدريك ما يونس بن متى قال ذلك أخى كان نبيا و أنا نبىّ فأكب عداس على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقبل رأسه و يديه و قدميه و أسلم و ينظر إليه ابنا ربيعة فيقول أحدهما للآخر أما غلامك فقد أفسده عليك فلما جاءهما عداس قالا له ويلك يا عداس مالك تقبل رأس هذا الرجل و يديه و قدميه قال يا سيدى ما فى الارض خير من هذا الرجل لقد أخبرنى بأمر لا يعلمه الا نبى ثم انصرف رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من الطائف حين يئس من خير ثقيف*

ذكر وفود الجنّ‌

و لما نزل نخلة و هو موضع على ليلة من مكة صرف إليه سبعة من جنّ نصيبين مدينة بالشام و قد قام فى جوف الليل يصلى و فى الصحيح انّ الذي آذنه (صلى اللّه عليه و سلم) بالجنّ ليلة الجنّ شجرة كذا فى المواهب اللدنية و أقام بنخلة أياما ثم دخل مكة فى جوار مطعم بن عدىّ* و فى أسد الغابة و لما عاد من الطائف أرسل الى مطعم بن عدىّ يطلب منه أن يجيره فأجاره فدخل المسجد معه و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يشكرها له و كان دخوله من الطائف لثلاث و عشرين ليلة خلت من ذى القعدة* و فى هذه السنة جاءت وفود الجنّ الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)* فى حياة الحيوان لما بلغ عمره خمسين سنة و فى سيرة اليعمرى خمسين سنة و ثلاثة أشهر قدم عليه جنّ نصيبين فأسلموا* و فى الاستيعاب كان رجوعه من الطائف الى مكة سنة احدى و خمسين من الفيل و فيها قدم عليه جنّ نصيبين بعد ثلاثة أشهر* و عن ابن عباس قال انطلق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى طائفة من أصحابه عامدين سوق عكاظ و قد حيل بين الشياطين و بين خبر السماء و أرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين الى قومهم فقالوا ما لكم قالوا حيل بيننا و بين خبر السماء و أرسلت علينا الشهب قالوا ما حال بينكم و بين خبر السماء الا شي‌ء حدث فاضربوا مشارق الارض و مغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم و بين خبر السماء فنهض سبعة نفر من أشراف جنّ نصيبين أو نينوى منهم زوبعة أمير الجنّ فضربوا حتى بلغوا تهامة ثم اندفعوا الى وادى نخلة فوافوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هو يصلى بأصحابه صلاة الفجر* و فى المدارك و هو قائم فى جوف الليل يصلى أو فى صلاة الفجر* و فى أنوار التنزيل روى أنهم وافوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بوادى نخلة و هو موضع على ليلة من مكة عند منصرفه من الطائف يقرأ فى تهجده انتهى* فلما سمعوا القرآن استمعوا له و هو يقرأ سورة الجنّ كذا فى سيرة مغلطاى فأولئك حين رجعوا الى قومهم قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى الى الرشد فآمنا به و لن نشرك بربنا أحدا و أنزل اللّه على نبيه قل أوحى الىّ أنه استمع نفر من الجنّ كذا فى الصحيحين* و فى المواهب اللدنية قال الحافظ ابن كثير هذا صحيح لكن قوله انّ الجنّ كان استماعهم تلك الليلة فيه نظر فانّ الجنّ كان استماعهم فى ابتداء الايحاء* و فى أنوار التنزيل فى سورة الاحقاف فى قوله تعالى قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى قيل انما قالوا ذلك‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست