نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 560
بكاء عبد اللّه بن رواحة خوفا من النار:
و ذكر ابن إسحاق من مرسل عروة: أنّه لمّا حضر خروجهم .. ودّع الناس أمراء رسول للّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و سلّموا عليهم، فلمّا ودّع عبد اللّه بن رواحة مع من ودّع من أمراء رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) .. بكى، فقالوا:
ما يبكيك يا بن رواحة؟ فقال: أما و اللّه ما بي حبّ الدنيا، و لا صبابة بكم، و لكني سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقرأ آية من كتاب اللّه عزّ و جلّ يذكر فيها النار وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا[1] فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود.
قيل: إنّ عبد اللّه بن رواحة بعد ذلك قال: إن كانت زوجتي .. فهي طالق، و إن كان عبدي .. فهو حر لوجه اللّه، و إن كان مالي .. فهو صدقة للمسلمين، فأخذ سلاحه و سار،
- لم يقاتلوا، و هذا كله مجمع عليه كما حكاه الإمام النووي في «شرحه» على «صحيح مسلم».
[1] تكلم العلماء على هذه الآية، و ذكروا فيها أقوالا ذكرها العلّامة أبو القاسم السهيلي في «الروض» فقال: (منها: أنّ الخطاب متوجه إلى الكفار على الخصوص، و احتجّ قائلو هذه المقالة بقراءة ابن عباس: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُهاو قالت طائفة: الورود هنا: الإشراف عليها و معاينتها، و حكوا عن العرب: وردت الماء فلم أشرب، و قالت طائفة: هو المرور على الصراط؛ لأنّه على متن جهنم- أعاذنا اللّه منها و المسلمين- و قالت طائفة: هو أن يأخذ العبد بحظ منها، و قد يكون ذلك في الدنيا بالحمى؛ فإنّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال:
«الحمى كير من جهنم، و هو حظ كل مؤمن من النار») ا ه
نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 560