و ممّا قاله أبو جندل أيام وجوده مع أبي بصير بسيف البحر:
أبلغ قريشا عن أبي جندل* * * أنّا بذي المروة فالسّاحل
في معشر تخفق أيمانهم* * * بالبيض فيها و القنا الذّابل
يأبون أن تبقى لهم رفقة* * * من بعد إسلامهم الواصل
أو يجعل اللّه لهم مخرجا* * * و الحقّ لا يغلب بالباطل
فيسلم المرء بإسلامه* * * أو يقتل المرء و لم يأتل
و بعد موت أبي بصير قدم أبو جندل مع ناس من أصحابه على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و رجع باقيهم إلى أهليهم.
ما نزل في النساء المهاجرات:
بقي الكلام على النساء المسلمات المهاجرات، فإن قلنا:
إنّهنّ يدخلن في هذا الصلح؛ لقوله كما في رواية البخاريّ:
(و لا يأتيك منّا أحد)- و الصيغة تعمّ الرجال و النساء- فتقول:
نسخ ذلك فيهنّ، أو خصّص ذلك العموم بهنّ؛ فقد صح: أنّه جاءت نسوة منهنّ: أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مهاجرة،