نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 497
هذه المبايعة المباركة أحد ممّن حضر إلّا الجدّ بن قيس، و كان جابر بن عبد اللّه يقول: «و اللّه؛ لكأنّي أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته قد ضبأ إليها- لصق بها- يستتر بها عن الناس».
قال ابن هشام: (و حدّثني من أثق به عمن حدثه بإسناد له عن ابن أبي مليكة عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بايع لعثمان، فضرب بإحدى يديه على الأخرى) قال في «البداية و النهاية»: (و هذا الحديث الذي ذكره ابن هشام بهذا الإسناد ضعيف، لكنه ثابت في «الصحيحين»).
قلت: و هذه المبايعة منه (عليه الصّلاة و السّلام) لعثمان رضي اللّه عنه كانت جزاء وفاقا لما امتنع أن يطوف بالبيت قبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)؛ أدبا و إجلالا، أشار إلى ذلك شرف الدين أبو عبد اللّه في «أم القرى» [1] رضي اللّه عنه بقوله:
و ابن عفّان ذي الأيادي التي طا* * * ل إلى المصطفى بها الإسداء
أهله) و في رواية عن عمر في «صحيح مسلم»: (البيعة على الصبر) قال العلماء: هذه الرواية تجمع المعاني كلها، و تبين مقصود كل الروايات، فالبيعة على أن لا نفر معناه:
الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل، و هو معنى البيعة على الموت؛ أي: نصبر و إن آل بنا ذلك إلى الموت، لا أنّ الموت مقصود في نفسه، و كذا البيعة على الجهاد؛ أي: و الصبر فيه، و اللّه أعلم.