و كرهوا طيبة؛ أي: المقام بها، و لم يوافقهم هواؤها، و هم من عرينة [1]، و عرينة: حيّ من بجيلة قدموا على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و تكلموا بالإسلام، و كانوا مجهودين مضرورين، و قد كادوا يهلكون، و قالوا: يا رسول اللّه؛ إنّا كنا أهل ضرع؛ أي: ماشية و إبل، و لم نكن أهل ريف، و استوخموا المدينة، فأمر لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بذود و راع، و أمرهم أن يخرجوا مع الذود، فيشربوا من ألبانها و أبوالها.
و في لبن اللقاح: جلاء، و تليين، و إدرار، و تفتيح للسدد؛ فإنّ الاستسقاء و عظم البطن إنّما ينشأ عن السدد و آفة في الكبد، و من أعظم ما ينفع الكبد لبن اللقاح، لا سيّما إن استعمل بحرارته التي يخرج بها من الضرع مع بول الفصيل على حرارته التي يخرج بها. ذكر هذه الفائدة ابن برهان في «سيرته».
(فخرجوا و شربوا ألبانها) و صحّوا، و سمنوا، و رجعت إليهم ألوانهم، حتى إذا كانوا ناحية الحرة بناحية قباء .. كفروا
[1] و هم ثمانية كما في «الإمتاع» و في «المواهب»: (هم من عكل- بضم فسكون قبيلة من تيم الرباب- و عرينة).
نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 441