نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 412
أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) بعث جماعة من أصحابه عيونا يتجسسون أخبار قريش، و جعل عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أميرا، فخرجوا- رضي اللّه عنهم- يسيرون الليل، و يكمنون النهار، حتى إذا كانوا بالرجيع .. لقيهم سفيان بن خالد الهذلي و قومه- و هم بنو لحيان- في مائة رام، فلمّا أحسّوا بهم .. لجؤوا إلى جبل هناك، فأحاطوا بهم و قالوا لهم: انزلوا و لكم العهد ألّا نقتل منكم أحدا، فقال عاصم رضي اللّه عنه: أمّا أنا .. فلا أنزل في ذمة كافر، اللّهمّ أخبر عنّا رسولك، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصما.
و نزل إليهم على العهد: خبيب و زيد بن الدّثنة و عبد اللّه بن طارق، فأطلقوا أوتار قسيّهم، فربطوا بها خبيبا و زيدا، و امتنع عبد اللّه، و قال: هذا أول الغدر، و اللّه لا أصحبكم؛ إنّ لي بهؤلاء أسوة- يريد القتلى- فقتلوه.
أمّا خبيب و زيد: فدخلوا بهما مكّة و باعوهما بأسيرين من هذيل كانا بمكة، فحبسوهما، حتى إذا انقضت الأشهر الحرم .. خرجوا بهما إلى الحل للقتل.
استشهاد خبيب بن عدي:
فأمّا خبيب رضي اللّه عنه: فإنّه لما وصلوا به إلى التنعيم المشهور اليوم بمسجد عائشة ليصلبوه .. قال لهم: دعوني أصلي ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين- كما في الصحيح- ثم انصرف إليهم فقال: لو لا أن تروا أنّ ما بي جزع من الموت ..
نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 412