نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 21
كثيرة، و هواء طلق، و نخيل، و عيون، و آبار عذبة جدا، جئته يوما من الصباح إلى المساء، فصليت في جامعه، و به مدرسة ابتدائية، و يقال: إنّ عدد من يسكنها اليوم يقرب من الألف) (ج 2/ ص 51).
ثانيا: تحقيقه للأحداث التي تتضارب فيها الروايات و تصحيحها:
ترد بعض الأحيان أحداث تختلف فيها الروايات فيفحصها الشارح (رحمه اللّه) بحاسة المحدث، المؤرّخ، الخبير بترتيب الأحداث، فيخرج برأي سديد.
من هذا ما ذكره نقلا عن كتاب «الروض الأنف» للسهيلي:
(أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بلغه شيء عن أهل مسجد الضرار، و كان قد استخلف عاصم بن عدي العجلاني على قباء، و العالية، فرده لينظر في ذلك، و ضرب له بسهمه مع أهل بدر) (ج 1/ ص 134).
يقول الشارح (رحمه اللّه تعالى) في دراسة هذا و فحصه حسب الأصول العلمية:
(قلت: هكذا قالوا، و لم يكن إذ ذاك مسجد الضرار، و إنّما كان سنة تسع عند خروجه (صلى اللّه عليه و سلم) لتبوك، فيحتمل أن يكون استخلافه عليه الصلاة و السلام على أهل قباء و العالية من المدينة لشيء بلغه عنهم؛ و لذلك عدّ من البدريين، و ضرب له بسهم، و هو المعتمد كما ذكره الحافظ في «الإصابة» أمّا ذكر مسجد الضرار .. فلا معنى له). (ج 1/ ص 135).
و يلجأ إلى التوفيق بين الروايات إذا أمكن، ما لم يؤدّ إلى تعارض أو تناقض، و ذلك: بأن تنسب بعض الأحداث إلى بعض الصحابة، و في روايات أخرى تنسب إلى آخرين سواهم، و لا يمنع العقل و الواقع صدوره من كليهما، فيحاول الشارح (رحمه اللّه تعالى) بصفاء إيماني، و حب عميق، و إجلال و إكبار لصحابة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) .. التوفيق بينهما بمنطق مقبول، و من الأمثلة على هذا:
ذكر الشارح (رحمه اللّه): أنّ الإمام الزرقاني ذكر في «المواهب»: (عن
نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 21