responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 8  صفحه : 192

و الإسراء: سير الليل، يقال: سرى سرى و مسرا، و أسرى إسراء، و قيل:

أسرى، سار في أول الليل، و سرى، سار في آخره [1].


[ ()] لأحرقت سبحات وجهه كلّ شي‌ء أدركه بصره.

و قال ابن عرفة الملقب بنفطويه. في قوله تعالى: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ‌: أي سبّحه بأسمائه، و نزهه عن التسمية بغير ما سمى به نفسه. قال: و من سمى اللَّه تعالى بغير ما سمى به نفسه فهو ملحد في أسمائه، و كل من دعاه بأسمائه فمسبح له بها، إذ كانت أسماؤه مدائح له و أوصافا، قال تعالى: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‌ فَادْعُوهُ بِها، و هي صفاته التي وصف بها نفسه، و كل من دعا اللَّه بأسمائه فقد أطاعه و مدحه، و لحقه ثواب. (لسان العرب): 2/ 471- 474 مختصرا.

[1] أسرى: لغة في سرى، بمعنى سار في الليل، فالهمزة هنا ليست للتعدية، لأن التعدية حاصلة بالباء، بل أسرى فعل مفتتح بالهمزة، مرادف سرى، و هو مثل: أبان المرادف بان، و مثل: انهج الثوب بمعنى نهج زي بلى ف أَسْرى‌ بِعَبْدِهِ‌ بمنزلة ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ‌.

و للمبرد و السهيل نكتة في التفرقة بين التعدية بالهمزة و التعدية بالباء: بأن الثانية أبلغ، لأنها في أصل الوضع تقتضي مشاركة الفاعل المفعول في الفعل، فأصل ذهب به أنه استصحبه. كما قال تعالى: وَ سارَ بِأَهْلِهِ‌.

و قالت العرب: أشبعهم شتما، و راحوا بالإبل، و في هذا لطيفة تناسب المقام هنا، إذا قال:

أَسْرى‌ بِعَبْدِهِ‌ دون سرى بعبده، و هي التلويح إلى أن اللَّه تعالى كان مع رسوله في أسرائه، بعنايته و توفيقه، كما قال تعالى: فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا، و قال: إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا.

فالمعنى: الّذي جعل عبده مسريا، أي ساريا، و هو كقوله تعالى: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ‌.

و إذ قد كان السّرى خاصا بسير الليل، كان قوله: ليلا إشارة إلى أن السير به إلى المسجد الأقصى كان في جزء ليلة، و إلا لم يكن ذكره إلا تأكيدا على أن الإفادة- كما يقولون- خير من الإعادة.

و في ذلك إيماء إلى أنه إسراء خارق للعادة، لقطع المسافة التي بين مبدإ السير و نهايته في بعض ليلة، و أيضا ليتوسل بذكر الليل إلى تنكيره، المفيد للتعظيم.

فتنكير ليلا للتعظيم بقرينة الاعتناء بذكره، مع علمه من فعل أسرى، و بقرينة عدم تعريفه، أي هو ليل عظيم، باعتبار جعله زمنا لذلك السري العظيم، فقام التنكير هنا مقام ما يدل على التعظيم، ألا ترى كيف احتيج إلى الدلالة على التعظيم بصيغة خاصة في قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ إذا وقعت ليلة القدر غير منكرة (تفسير التحرير و التنوير): 15/ 11- 12.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 8  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست