[الأول: على أي شيء تابعوه أو بايعوه؟ و هل البيعة لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم)؟ أو
[ ()] الصحيح»، و عبد الرحمن بن غزوان لقبه قراد، انفرد به البخاري، و يونس بن أبى إسحاق انفرد به مسلم، و مع ذلك ففي متنه نكارة، و هي إرسال أبى بكر مع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم) بلالا، و كيف و أبو بكر حينئذ لم يبلغ العشر سنين، فإن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم) أسن من أبى بكر بأزيد من عامين، و كانت للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) تسعة أعوام، على ما قاله أبو جعفر محمد بن جرير الطبري و غيره، أو اثنا عشر على ما قاله آخرون.
و أيضا فإن بلالا لم ينتقل لأبى بكر إلا بعد ذلك بأكثر من ثلاثين عاما، فإنه كان لبني خلف الجمحيين، و عند ما عذب في اللَّه على الإسلام اشتراه أبو بكر رضى اللَّه عنه رحمة له، و استنقاذا له من أيديهم، و خبره بذلك مشهور.
و قوله «فبايعوه»: إن كان المراد فبايعوا بحيرا على مسالمة النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم) فقريب، و إن كان غير ذلك، فلا أدرى ما هو؟ (عيون الأثر في فنون المغازي و الشمائل و السير): 1/ 43- 44.
[1] قال الحافظ ابن كثير في (البداية و النهاية): قلت: فيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة، فإن أبا موسى الأشعري إنما قدم في سنة خيبر سنة سبع من الهجرة، و لا يلتفت إلى قول ابن إسحاق في جعله له من المهاجرة إلى أرض الحبشة من مكة و على تقدير ذلك فهو مرسل.
فإن هذه القصة كانت و لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) من العمر فيما ذكره بعضهم ثنتا عشرة سنة. و لعل أبا موسى تلقاه من النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم) فيكون أبلغ، أو من بعض كبار الصحابة رضى اللَّه عنهم، أو كان هذا مشهورا مذكورا، أخذه من طريق الاستفاضة.
الثاني: أن الغمامة لم تذكر في حديث أصح من هذا.
الثالث: أن قوله: «و بعث معه أبو بكر بلالا»، إن كان عمره (صلّى اللَّه عليه و سلم) إذ ذاك ثنتى عشرة سنة، فقد كان عمر أبى بكر إذا ذاك تسع سنين أو عشرة، و عمر بلال أقل من ذلك، فأين كان أبو بكر إذ ذاك؟ ثم أين كان بلال؟ كلاهما غريب، اللَّهمّ إلا أن يقال: إن هذا كان و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) كبيرا، إما بأن يكون سفره بعد هذا، أو إن كان القول بأن عمره كان إذ ذاك ثنتى عشرة سنة غير محفوظ، فإنما ذكره مقيدا بهذا الواقدي.
و حكى السهيليّ عن بعضهم: أنه كان عمره (صلّى اللَّه عليه و سلم) إذ ذاك تسع سنين، و اللَّه تعالى أعلم. (البداية و النهاية): 2/ 348.
[2] ما بين الحاصرتين في كل الفقرات زيادة للسياق من النسخة (ج).
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 8 صفحه : 177