و قال في فتح مكة: فلما انتهى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) إلى الكعبة، فرآها و معه المسلمون، تقدم على راحلته، فاستلم الركن. بمحجنه [و] [2] كبرّ، فكبّر المسلمون لتكبيره، فرجّعوا التكبير حتى ارتجّت مكة تكبيرا، حتى جعل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) ليشير إليهم أن اسكتوا، و المشركون فوق الجبال ينظرون، ثم طاف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) بالبيت، [على راحلته آخذ] [2] بزمامها [محمد بن مسلمة] [2] و حول البيت ثلاثمائة صنم و ستون صنما مرصّصة بالرّصاص، و كان هبل أعظمها، و هو وجاه الكعبة على بابها، و إساف و نائلة حيث ينحرون و يذبحون الذبائح،
فجعل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) كلما مرّ بصنم منهم يشير بقضيب في يده و يقول: جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً[3] فيقع الصنم لوجهه [4].
[قال: حدثني] ابن أبى سيرة، عن حسين بن عبد اللَّه عن عكرمة عن ابن عباس رضى اللَّه عنهما قال: ما يزيد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) [على] أن يشير بالقضيب إلى الصنم فيقع لوجهه، فطاف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) سبعا على راحلته يستلم الركن الأسود بمحجنه في كل طواف، فلما فرغ من سعيه نزل عن راحلته، و جاء معمر بن عبد اللَّه بن نضلة فأخرج راحلته [5].
و لما كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) ببعض الطريق مرجعه من تبوك، مكر به أناس من