responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 6  صفحه : 212

إسلام أخيها عمر رضى اللَّه عنه، و لها في إسلامه قصة حسنة [1].


[1] لما كانت فاطمة بنت الخطاب بن نفيل القرشية من فواضل نساء عصرها، كانت ذا إيمان قوى باللَّه و بالإسلام، و أسلمت قديماً، فكانت من المبايعات الأول، و كانت تخفى إسلامها من أخيها عمر، و كان خبّاب بن الأرت يختلف إلى فاطمة يقرئها القرآن.

فخرج عمر بن الخطاب ذات يوم متقلدا بسيفه، يريد أن يقتل محمدا (صلّى اللَّه عليه و سلم)، فلقيه رجل من بنى زهرة فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدا، قال: و كيف نأمن من بنى هاشم و بنى زهرة و قد قتلت محمدا؟ قال: ما أراك إلا قد صبوت. قال أ فلا أدلك على العجب؟ إن ختنك سعيد ابن زيد، و أختك فاطمة قد صبوا، و تركا دينك.

فمشى عمر فأتاهما، و عندهما خبّاب بن الأرتّ فلما سمع خباب بحسّ عمر توارى في البيت، فدخل عمر، فقال: ما هذه الهينمة التي سمعت؟ و كانت فاطمة قد أخذت صحيفة من القرآن فجعلتها تحت فخذها، فقالا له: ما سمعت شيئا، قال: بلى، و اللَّه لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا في دينه، و بطش بختنه سعيد.

فقامت إليه فاطمة لتكفه عن زوجها، فضربها فشجّها، فلما فعل ذلك قالت له أخته و ختنه: نعم، قد أسلمنا و آمنا باللَّه و رسوله، فاصنع ما بدا لك. فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع، فارعوى و قال لأخته: أعطينى هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرءون آنفا، انظر ما هذا الّذي جاء به محمد، فقالت له أخته: أنا نخشاك عليها.

قال: لا تخافي، و حلف لها بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها. فلما قال ذلك طمعت في إسلامه، فقالت له: يا أخى، إنك نجس على شركك، و إنه لا يمسها إلا الطاهر، فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة و فيها: طه‌، فقرأها، فلما قرأ منها صدرا قال: ما أحسن هذا الكلام و أكرمه!.

فلما سمع خباب ذلك. خرج إليه فقال له: يا عمر، و اللَّه إني لأرجو أن يكون اللَّه قد خصلت بدعوة نبيه، فإنّي سمعته أمس و هو يقول: اللَّهمّ أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام، أو بعمر بن الخطاب، فاللَّه اللَّه يا عمر. فقال له عمر عند ذلك: فدلّني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم، فقال له خباب: هو في بيت عند الصفا، معه فيه نفر من أصحابه.

فأخذ عمر سيفه فتوشحه، ثم عمد إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) و أصحابه، فضرب عليهم الباب، فلما سمعوا صوته قام رجل من أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) فنظر من خلل الباب، فرآه متوشحا السيف، فرجع إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) و هو فزع فقال: يا رسول اللَّه، هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف. فقال حمزة بن عبد المطلب: فأذن له، فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له، و إن كان يريد شرا قتلناه بسيفه.

فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم): ائذن له، فأذن له الرجل، و نهض إليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم)، حتى لقيه بالحجرة، فأخذ بحجزته أو بمجمع ردائه، ثم جبذه جبذة شديدة و قال: ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ فو اللَّه ما أرى أن تنتهي حتى ينزل اللَّه بك قارعة.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 6  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست