نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 6 صفحه : 120
جعفر بن سليمان، عن ثابت قال: حدّثتنى شميسة- أو سمية- [قال عبد الرزاق: هو في كتابي سمينة] [1] عن صفية بنت حىّ، أن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم) حج بنسائه، حتى إذا كان في بعض الطريق، نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم): كذاك سوقك بالقوارير- يعنى النساء-.
فبينما هم يسيرون، برك بصفية بنت حيي جملها- و كانت من أحسنهن ظهرا- فبكت، و جاء رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده، و جعلت تزداد بكاء و هو ينهاها، فلما أكثرت زبرها و انتهرها، و أمر الناس بالنزول، و لم يكن يريد أن ينزل، قالت: فنزلوا، و كان يومى، فلما نزلوا ضرب خباء رسول اللَّه و دخل فيه، قالت: فلم أدر علام أهجم من رسول اللَّه، و خشيت أن يكون في نفسه شيء [منى] [1].
فانطلقت إلى عائشة فقلت لها: تعلمين أنى لم أكن لأبيع يومى من رسول اللَّه بشيء أبدا، و إني قد وهبت يومى لك على أن ترضى رسول اللَّه [عنى؟] [1] قالت: نعم،
فأخذت عائشة خمارا لها قد ثردته بزعفران فرشته بالماء ليذكى ريحه، ثم لبست ثيابها، ثم انطلقت إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) فرفعت طرف الخباء فقال لها: ما لك يا عائشة! إن هذا ليس بيومك، قالت: ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء.
فقال [2] مع أهله، فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش: [يا زينب] [1] أفقرى صفية جملا- و كانت من أكثرهن ظهرا- فقالت: أنا أفقر يهوديتك؟ فغضب النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم) حين سمع ذلك منها، فهجرها فلم يكلمها حتى قدم مكة و أيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة و المحرم و صفر، فلم يأتها و لم يقسم لها و يئست منه.