نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 26
[ثالثا: رد الشمس بعد غروبها]
و أما رد الشمس بعد غروبها بدعاء رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فقد روى من حديث أبي هريرة، و أسماء بنت عميس، و جابر بن عبد اللَّه، و علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهم [1].
* و فيه ما يدل على التغليظ في فوت العصر، فوقى اللَّه عليا ذلك بدعاء النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) لطاعته و كرامته لديه.
* و فيه لعلى المقدار الجليل و الرتبة الرفيعة.
* و فيه إباحة النوم بعد العصر، و إن كان مكروها عن بعضهم بما
روى عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): «من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه»،
لأن هذا منقطع، و حديث أسماء متصل، و يمكن التوفيق بأن نفس النوم بعد العصر مذموم، و أما نوم النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) كان لأجل وحي يوحى إليه، و ليس غيره كمثله فيه.
و الّذي يؤيد الكراهة قول عمرو بن العاص: النوم منه خرق، و منه خلق، و منه حمق، يعني الضحى، و القائلة، و عند حضور الصلوات، و لأن بعد العصر يكون انتشار الجن، و في الرقدة يكون الغفلة.
و عن عثمان: الصبحة تمنع الرزق. و عن ابن الزبير أن الأرض تعجّ إلى ربها من نومة العلماء بالضحى، مخافة الغفلة عليهم، فندب اجتناب ما فيه الخوف، و اللَّه أعلم. (المرجع السابق).
قال بعض المحققين: هذا الحديث ليس بصحيح، و إن أوهم تخريج القاضي عياض له في (الشفاء) عن الطحاوي في (مشكل الآثار) من طريقين، فقد ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات):
1/ 355- 357، و قال إنه موضوع بلا شك، و في سنده أحمد بن داود و هو متروك الحديث كذاب، كما قال الدار الدّارقطنيّ. و قال ابن حبان: كان يضع الحديث.
قال ابن الجوزي: و قد روى هذا الحديث ابن شاهين، فذكره ثم قال: و هذا حديث باطل، قال:
و من تغفل واضعه أنه نظر إلى صورة فضيلة، و لم يلمح عدم الفائدة فيها، فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس تصير قضاء، و رجوع الشمس لا يعيدها أداء.
و قد أفرد ابن تيمية تصنيفا مفردا في الرد على الروافض، ذكر فيه الحديث بطرقه و رجاله، و أنه موضوع، و العجب من القاضي عياض مع جلالة قدرة، و علو خطره في علوم الحديث، كيف سكت عنه موهما صحته، ناقلا ثبوته، موثقا رجاله. و قال أحمد: لا أصل له، و تبعه ابن
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 26