نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 246
وروى عثمان بن أبي شيبة، من حديث ابن نمير عن مجالد عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: خرج أعرابي من بني سليم يبتدأ في البرية، فإذا هو بضب فاصطاده، ثم جعله في كمه، و جاء إلى النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) فناداه: يا محمد! أنت الساحر؟ لو لا أني أخاف أن قومي يسموني العجول لضربتك بسيفي هذا، فوثب إليه عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه ليبطش به، فقال النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): اجلس يا أبا حفص، فقد كاد الحليم أن يكون نبيا، ثم التفت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى الأعرابي و قال له: أسلّم تسلّم من النار، فقال: و اللات و العزى لا أؤمن بك حتى يؤمن بك هذا الضب، ثم رمى الضب عن كمه، فولى الضب هاربا، فناداه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): أيها الضب! أقبل، فأقبل، فقال له: من أنا؟ قال: أنت محمد بن عبد اللَّه، ثم أنشأ الضب يقول:
ألا يا رسول اللَّه إنك صادق* * * فبوركت مهديا و بوركت هاديا
شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما* * * عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا
فيا خير مدعو و يا خير مرسل* * * إلى الجن ثم الإنس لبيك داعيا
أتيت ببرهان من اللَّه واضح* * * فأصبحت فينا صادق القول واعيا
فبوركت في الأحوال حيا و ميتا* * * و بوركت مولودا و بوركت ناشيا
ثم سكت الضب، فقال الأعرابي: وا عجبا! ضبا اصطدته من البرّ، ثم أتيت [به في] كمي، يكلم محمدا هذا الكلام، و يشهد له بهذه الشهادة، أنا لا أطلب أثرا بعد عين، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، فأسلّم و حسن إسلامه، ثم التفت النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى أصحابه فقال: ألا علّموا الأعرابي سورا من القرآن [1].
[ ()] حديث رقم (272)، (الشفا بتعريف حقوق المصطفى): 1/ 204، فصل في الآيات في ضروب الحيوانات.
و ذكره ابن كثير في (البداية و النهاية): 6/ 165- 166، و ترجم عليه: حديث الضب على ما فيه من النكارة و الغرابة!!، نقلا عن البيهقي.
[1] لم أجد هذا الخبر بهذه السياقة فيما بين يدي من كتب السيرة.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 246