نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 161
[سادس و ثلاثون: ظهور بركته (صلى اللَّه عليه و سلم) في طعام أبي بكر]
و أما ظهور بركته (صلى اللَّه عليه و سلم) في الطعام الّذي كان في دار أبي بكر رضي اللَّه عنه،
فخرج البخاري في باب علامات النبوة في الإسلام، و خرج مسلم في كتاب الأشربة [1]، من حديث المعتمر بن سليمان قال أبي: حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عن عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء، و أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، و من كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس، بسادس، أو كما قال، و أن أبا بكر رضي اللَّه عنه جاء بثلاثة، و انطلق نبي اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بعشرة، و أبو بكر بثلاثة، قال: فهو أنا و أبي و أمي، فلا أدري هل قال و امرأتي و خادم بين بيتنا و بيت أبي بكر. قال: و إن أبا بكر رضي اللَّه عنه تعشى عند النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)، ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء اللَّه.
قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك؟- أو قالت: ضيفك- قال: و ما عشيّتيهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء، قد عرضوا عليهم فغلبوهم، قال: فذهبت أنا فاختبأت فقال: يا غنثر، فجدّع و سبّ و قال له: كلوا لا هنيئا، فقال: و اللَّه لا أطعمه أبدا، قال و أيم اللَّه ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، قال:
[يعني حتى شبعوا] [2]، فصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر رضي اللَّه عنه فإذا هي كما هي أو أكثر، قال لامرأته: يا أخت بني فراس ما هذا؟
قالت: لا و قرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات، فأكل منها أبو بكر رضي اللَّه عنه و قال: إنما كان ذلك من الشيطان- يعني يمينه- ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فأصبحت عنده، قال: و كان بيننا و بينهم عهد فمضى الأجل ففرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس اللَّه أعلم كم مع كل
[1] في (خ): «الأطعمة»، و ما أثبتناه من المرجع السابق.